نضيه (١) فلا يوجد فيه شيء ـ وهو القدح ـ ثم ينظر إلى قذذه (٢) فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث (٣) والدم ، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر (٤). يخرجون على حين فرقة من الناس».
قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم ، وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس ، فوجد ، فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذي نعت (٥).
١٧٦ ـ أخبرنا محمد بن المصفى بن بهلول قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : وحدثنا بقية بن الوليد ، وذكر آخر ، قالوا : حدثنا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، والضحاك ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقسم ذات يوم قسما ، فقال ذو الخويصرة التميمي : يا رسول الله! اعدل. قال : «ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟!!» فقام عمر ، فقال : يا رسول الله! ائذن لي حتى أضرب عنقه. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا ، إن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، حتى إن أحدهم لينظر إلى نصله ، فلا يجد فيه شيئا ، ثم ينظر إلى رصافه ، فلا يجد فيه شيئا ، ثم ينظر إلى نضيه ، فلا يجد فيه شيئا ، ثم ينظر إلى قذذه ، فلا يجد فيه شيئا ، سبق الفرث والدم ، يخرجون على خير فرقة من الناس. آيتهم رجل أدعج (٦) إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو كالبضعة تدردر».
__________________
(١) النضي ـ على وزن علي : السهم ليس فيه نصل ولا ريش.
(٢) قذذه : بضم القاف ـ ريش السهم ومفرده قذّة.
(٣) الفرث : ما يوجد في كرش الحيوان.
(٤) تدردر : تترجرج.
(٥) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ١٧٢ في ترجمة ذي الخويصرة التميمي.
ورواه الإمام أحمد في المسند ج ٣ ص ٥٦.
ورواه البخاري في كتاب التفسير في تفسير قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ.)
(٦) أدعج : الدعج : سواد عين الحدقة ، والمقصود هنا : أسود الجلد.