أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا : نعم. صدقت يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ، فقال : «من كنت وليه فهذا وليه ، وإن الله يوالي من والاه ، ويعادي من عاداه».
٩٦ ـ أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير ، عن مهاجر بن مسمار قال : أخبرتني عائشة بنت سعد عن سعد قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بطريق مكة ، وهو موجه إليها فلما بلغ غدير خم وقف الناس ، ثم رد من مضى ، ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس إليه قال : «أيها الناس : هل بلغت؟» قالوا : نعم. قال : «اللهم اشهد» ثلاث مرات يقولها ، ثم قال : «أيها الناس من وليكم؟» قالوا : الله ورسوله ـ ثلاثا ـ ثم أخذ بيد علي ، فأقامه ثم قال : «من كان الله ورسوله وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه» (١).
٣٢ ـ الترغيب في حب علي ، وذكر دعاء النبي صلىاللهعليهوسلم
لمن أحبه ودعائه على من أبغضه
٩٧ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا عبد الجليل بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن بريدة قال : حدثني أبي قال : لم يكن أحد من الناس أبغض إليّ من علي بن أبي طالب ، حتى أحببت رجلا من قريش لا أحبه إلا على بغضاء علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل ، فصحبته ، وما أصحبه إلا على بغضاء علي ، فأصاب سبيا ، فكتب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم أن يبعث إليه من يخمسه ، فبعث إلينا عليا ، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي ، فلما خمسه صارت الوصيفة في الخمس ، ثم خمس فصارت أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم خمس فصارت في آل علي ، فأتانا ورأسه يقطر ، فقلنا : ما هذا؟ فقال : ألم تروا الوصيفة؟ صارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم صارت في آل علي ، فوقعت عليها. فكتب وبعثني مصدقا
__________________
(١) هذا الخبر بهذه الصورة فيه مقال ، لأن عليا رضياللهعنه لم يكن مع النبي صلىاللهعليهوسلم في أثناء توجهه إلى مكة لأنه كان في اليمن ، وجاء والنبي صلىاللهعليهوسلم فيها ، والرواية الصحيحة أنه قال ذلك في أثناء عودته من مكة في طريقه إلى المدينة.