٩٥ ـ أن الإمام أحمد بن حنبل صحب الإمام محمد بن إدريس الشافعي وهو صحب الإمام أبا عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، وصحب الإمام الشافعي رحمهالله أيضا الإمام الكبير فقيه زمانه محمد بن الحسن الشيباني ، وهو صحب الإمام الأعظم أبا حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي ، وثبت عندنا أن كلّا من الإمام مالك وأبي حنيفة رحمهماالله صحب الإمام أبا عبد الله جعفر من محمد الصادق حتى قال أبو حنيفة «ما رأيت أفقه منه ، وقد دخلني منه من الهيبة ما لم يدخلني من المنصور» وصحب جعفر الصادق والده محمد الباقر ، وصحب الباقر والده زين العابدين ، وصحب زين العابدين والده الحسين ، وصحب الحسين والده أمير المؤمنين عليّا ، فانظر إلى ما اجتمع في هذا الإسناد الشريف من الأئمة المقتدى بهم في العلم رحمهمالله ورضي عنهم وعنا بهم.
ووقع إلينا أيضا من غير هذه الطريق للقاء والرؤية وسماع الحديث أن بيني وبين أمير المؤمنين بالسند الصحيح عشرة رجال ثقات وهو أني لقيت القاضي الرئيس عز الدين بن محمد بن موسى بن سليمان الأنصاري ورأيته وسمعت منه الحديث وهو لقي الإمام أبا الحسن علي بن أحمد بن البخاري ، ورآه وسمع منه الحديث ، وهو لقي أبا حفص عمر بن محمد بن طبرزد كذلك ، وهو لقي القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري كذلك ، وهو لقي إبراهيم بن عمر البرمكي ، وهو لقي عبد الله بن إبراهيم (بن ماسي) وهو لقي أبا مسلم الكجي كذلك ، وهو لقي محمد بن عبد الله الأنصاري كذلك ، وهو لقي أبا عون كذلك ، وهو لقي الشعبي كذلك ، وهو لقي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضياللهعنه وصحبه وسمع منه وكان من أكبر شيعته وهذا مع صحته لا يوجد اليوم أعلى منه ولا أقرب إلى أمير المؤمنين منه.
لبس الخرقة :
وأما لبس الخرقة (١) واتصالها بأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه فإني لبستها
__________________
(١) يقول ابن الربيع الشيباني الزبيدي في كتابه :
«تمييز الطيب والخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث» : (لبس الخرقة الصوفية ، وكون الحسن البصري لبسها من علي ، قال ابن دحية وابن الصلاح : إنه باطل ، ولم يرد في خبر صحيح ، ولا حسن ، ولا ضعيف أن النبي صلىاللهعليهوسلم ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين ـ