ترجمة الإمام النسائي رحمهالله تعالى
نسبه ومولده :
هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام ـ وقد وصفه الإمام الذهبي بذلك في تذكرته ـ أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحير الخراساني القاضي.
ولد ببلدة «نساء».
وهي من إقليم خراسان ، خرج منها جماعة من الأعيان ـ كما ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان.
وكان مولده سنة خمس عشرة ومائتين ، وقيل قبل ذلك بسنة.
وفي نساء نشأ وترعرع ، وعلى شيوخها تلقى العلم ، ورحل في سبيل التزود من المعرفة ، شأنه في ذلك شأن أهل الطموح من العلماء ، قيل : إنه حين بلغ الخامسة عشرة من عمره بدأت رحلاته ، وكان أهم ما يشغله في ذلك طلب الحديث.
فذهب إلى الحجاز ثم العراق والشام ومصر والجزيرة ، وسمع من علماء هذه الأمصار حتى برع في علوم الحديث وتفرد بالإتقان. وكانت البلاد في ذلك الوقت غاصة بالعلماء والحفاظ وأهل الحديث فلا يخلو قطر من الأقطار العربية من حفاظ يشار إليهم بالبنان من أمثال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وهشام بن عبد الملك الطيالسي وعلي بن عبد الله المديني وأبو عمر حفص بن عمرو البجلي وغيرهم كثيرون.
مجيئه إلى مصر ثم دمشق :
وجاء إلى مصر وطاب له فيها المقام فاتخذها وطنا ، وسكن في زقاق القناديل قريبا من مسجد الفسطاط الذي كان بمثابة جامعة مصر في ذلك الوقت ، وفيه أقام الإمام الشافعي فترة طويلة يلقي دروسه التي أفاد منها تلاميذه وحملوا لواء علمه من بعده ، ونشروا مذهبه.
ثم تاقت نفسه إلى الترحل من جديد فولى وجهه شطر الشام ، وحط رحاله في دمشق ، وكان ذلك في سنة اثنتين وثلاثمائة قبل وفاته بعام.
وحين وصل إلى دمشق سأله أهلها أن يحدثهم عن فضائل معاوية ـ كما سبقت الإشارة ـ وكان الناس مفتونين بمعاوية ، فأراد أن ينبههم إلى فضل علي