والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة لتخضبن (١) هذه من هذه ، قال : قال الناس : فأعلمنا من هو ، والله لنبيرن عترته (٢) ، قال : أنشدكم بالله أن لا يقتل غير قاتلي ، قالوا : إن كنت قد علمت ذلك استخلف إذا ، قال : لا ، ولكن ، أكلكم إلى ما وكلكم إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد في الأموال والحاكم في الكنى وأبو نعيم في الحليلة عن عمرو بن العلاء ، قال : خطب علي فقال : يأيها الناس ، والله الذي لا إله إلا هو ، ما رزأت (٣) من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه ـ وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب ـ فقال : أهداها إليّ دهقان (٤).
كذا في المنتخب (٥ / ٥٤).
وأخرج ابن مردويه عن عمير بن عبد الملك قال : خطبنا علي بن أبي طالب رضياللهعنه على منبر الكوفة ، قال : كنت إن لم أسأل النبي صلىاللهعليهوسلم ابتدأني ، وإن سألته عن الخير أنبأني ، وإنه حدثني عن ربه عزوجل قال : «يقول الله عزوجل : وارتفاعي فوق عرشي ، ما من أهل قرية ، ولا أهل بيت ، ولا رجل ببادية ، كانوا على ما كرهت من معصيتي ، ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي ؛ إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي ، وما من أهل قرية ولا أهل بيت ، ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي ، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي». كذا في الكنز (٨ / ٢٠٣).
خطب أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما
أخرج ابن سعد (٣ / ٣٨) عن هبيرة ، قال : لما توفي علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، قام الحسن بن علي رضياللهعنهما ، فصعد المنبر فقال : أيها الناس ، قد قبض الليلة
__________________
(١) أي لتبتلن لحيتي من دماء رأسي.
(٢) أي لنهلكن أهله وذويه.
(٣) ما رزأت : أي ما نقصت.
(٤) دهقان : عظيم من عظماء الفرس.