الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر ، وهو كئيب ، فقال : يا رسول الله! أنزل في شيء؟ قال : «لا إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي» (١).
٧٧ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا عبد الله بن عمر قال : حدثنا أسباط ، عن فطر ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن رقيم ، عن سعد قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ، ثم سار بها ، فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني» (٢).
٧٨ ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه (٣) قال : قرأت على أبي قرة موسى بن طارق ، عن ابن جريج قال : حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن النبي صلىاللهعليهوسلم حين رجع من عمرة الجعرانة (٤) بعث أبو بكر على الحج ، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج (٥) ثوّب (٦) بالصبح ، ثم استوى ليكبر ، فسمع الرغوة (٧) خلف ظهره ، فوقف عن التكبير ، فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. لقد بدا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم في الحج ، فلعله أن يكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنصلي معه ، فإذا علي عليها ، وقال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ فقال : لا ، بل رسول ، أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة. فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ
__________________
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٣.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج ١٢ ص ١٥١.
وذكره ابن جرير الطبري في التفسير ج ١٠ ص ٦٤.
(٢) رواه السيوطي في الدر المنثور في سورة براءة ج ٣ ص ٢٢٧.
(٣) إسحاق بن راهويه ، هو أبو يعقوب بن أبي الحسن : إبراهيم بن مقلد بن إبراهيم ينتهي نسبه إلى تميم بن مرة. قال عنه الذهبي : إنه عالم خراسان ، وكان أحمد بن حنبل يقول عنه : لا أجد له في العراق نظيرا ، كان معاصرا لابن حنبل توفي سنة ٢٣٨ ه.
(٤) الجعرانة ـ بكسر الجيم وسكون العين ، أو بكسر الجيم والعين وتشديد الراء ـ : موضع بين مكة والطائف.
(٥) العرج : مكان بين الحرمين يبعد عن المدينة ثمانية وسبعين ميلا.
(٦) ثوّب بالصلاة : أقام لها.
(٧) الرغوة من رغاء الناقة وهو صوتها.