وقال ابن النجار ـ في القبور المعروفة في زمانه ـ ما لفظه : وقبور أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم وهن أربعة قبور ظاهرة ، ولا يعلم تحقيق من فيها منهن.
قلت : باطن هذا المشهد كله أرض مستوية ليس فيها علامة قبور ، وكان حظيرا مبنيّا بالحجارة كما ذكره المطري ، فابتنى عليه قبة الأمير بردبك المعمار سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.
ومنها : مشهد عقيل بن أبي طالب على ما ذكره ابن النجار ، وتبعه من بعده ، قال : ومعه في القبر ابن أخيه عبد الله الجواد بن جعفر الطيار ، كما قدمناه عنه في قبر أبي سفيان بن الحارث ، مع بيان أن ذلك المشهد من دار عقيل ، وأن الذي نقل دفنه هناك إنما هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وأن عقيلا مات بالشام خلاف قول المطري إن المنقول دفنه في داره ، وجوزنا أن يكون نقل من الشام إليها ، فينبغي السلام على الثلاثة المذكورين هناك ، وتقدم استجابة الدعاء عند زاوية الدار المذكورة.
ومنها : روضة بقرب مشهد عقيل ، يقال : إن فيها ثلاثة من أولاد النبي صلىاللهعليهوسلم ، كذا قاله المجد ، وجعله مما يعرف في زمنه بالبقيع ، ولم أره في كلام غيره ، ولو لا ذكره لمشهد سيدنا إبراهيم قبل ذلك لحملنا كلامه عليه ، وليس بقرب مشهد عقيل إلا القبة المتهدمة التي في غربي مشهد أمهات المؤمنين ، ولا يعرف من بها ، فلعلها مراده ، أو القبة الآتي ذكرها في مشهد الإمام مالك رضي الله تعالى عنه في ركنه الشرقي الشمالي ، فإن كلا منهما يصح وصفها بالقرب من مشهد عقيل ، ثم تبين أن مراده الأولى التي في غربي مشهد أمهات المؤمنين ، فإن ابن جبير ذكر في رحلته روضة عقيل ، ثم روضة أمهات المؤمنين ، ثم قال : وبإزائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويليها روضة العباس بن عبد المطلب ، إلى آخره ، فهذا مأخذ المجد.
ومنها : مشهد سيدنا إبراهيم بن سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقبره على نعت قبر الحسن والعباس ، وهو ملصق إلى جدار المشهد القبلي ، وفي هذا الجدار شباك ، قال المجد : وموضع تربته يعرف ببيت الحزن ، يقال : إنه البيت الذي أوت إليه فاطمة رضي الله تعالى عنها ، والتزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها سيد المرسلين صلىاللهعليهوسلم ، انتهى.
والمشهور ببيت الحزن إنما هو الموضع المعروف بمسجد فاطمة في قبلة مشهد الحسن والعباس ، وإليه أشار ابن جبير بقوله : ويلي القبة العباسية بيت لفاطمة بنت الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ويعرف ببيت الحزن ، يقال : إنه الذي أوت إليه والتزمت الحزن فيه عند وفاة أبيها صلىاللهعليهوسلم ، انتهى.
وفيه قبرها على أحد الأقوال كما قدمناه ، وأظنه في موضع بيت علي بن أبي طالب الذي كان اتخذه بالبقيع ، وفيه اليوم هيئة قبور.