الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : عثمان بن عفان ، فقلت : على رسلك ، قال : وجئت النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبرته فقال : ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه ، فجئت فقلت : ادخل ويبشرك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالجنة مع بلوى تصيبك ، قال : فدخل فوجد القف قد ملئ ، فجلس وجاههم من الشق الآخر ، قال شريك : فقال سعيد بن المسيب : فأوّلتها قبورهم.
قلت : وسيأتي في ترجمة الأسواق واقعة مثل هذه كان البواب فيها بلالا.
وروى أحمد والطبراني من وجوه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قصة نحوها أيضا كان هو البواب فيها ، وقال : بحشّ من حشان المدينة ، وبعض أسانيدها رجاله رجال الصحيح ، ولا مانع من تعدد ذلك.
وقد غاير رزين بين بئر أريس وبين البئر التي وقع الجلوس بقفها ، فقال في ذكر الآبار المعروفة بالمدينة : بئر أريس التي سقط فيها الخاتم ، وبئر القف التي أدلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر أرجلهم فيها ، وذكر بقية الآبار.
وروينا في صحيح البخاري من حديث أنس قال : كان خاتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم في يده وفي يد أبي بكر بعده وفي يد عمر بعد أبي بكر ، قال فلما كان عثمان جلس على بئر أريس ، فأخرج الخاتم ، فجعل يعبث به ، فسقط ، فقال : فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان ، فنزح البئر فلم نجده ، وفي مسند الحميدي عن ابن عمر أنه سقط مع معيقيب ، وثبت ذلك من روايته في صحيح مسلم.
ورواه ابن زبالة عنه في الشك ، فقال : فهو الخاتم الذي سقط من عثمان أو من معيقيب في بئر أريس.
وروى عنه النسائي وابن شبة واللفظ له حديث اتخاذ النبي صلىاللهعليهوسلم خاتمه من الورق ، ونقشه فيه «محمد رسول الله» وصيرورته في يد عثمان سنين من عمله ، ثم قال فيه : فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من الأنصار فكان يختم به ، فخرج إلى قليب لعثمان فوقع فيها ، فالتمس فلم يوجد ، فأمر بخاتم من ورق فعمل عليه ، ونقش «محمد رسول الله».
ومعيقيب دوسي من أصحاب الهجرتين ، لكن قد يوصف المهاجري بالأنصاري بالمعنى الأعم ، والجمع بأن نسبة السقوط إلى عثمان رضي الله تعالى عنه محاذية لنيابة معيقيب عنه بعيد جدّا ؛ لقوله في رواية البخاري السابقة «فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط».
وكان سقوطه بعد ست سنين من خلافته ، وكان فيه سر مما كان في خاتم سليمان عليه الصلاة والسلام ؛ لذهاب ملكه عند فقده ، ولما فقد عثمان الخاتم انتقض عليه الأمر ، وخرج عليه من خرج ، وكان ذلك مبتدأ الفتنة المتصلة إلى آخر الزمان.
وروى ابن زبالة عن ابن كعب القرظي قال : سقط ـ يعني الخاتم ـ من عثمان في بئر