له ، فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على عائشة ، فقالت : يا رسول الله ، إنك آليت شهرا ، قال : إن الشهر تسع وعشرون.
قلت : وهذه البئر غير معروفة اليوم بعينها ، وتقدم بيان جملتها في الدور التي في ميسرة البلاط عند ذكر دار حويطب بن عبد العزى.
بئر ذرع : ـ بالذال المعجمة ـ وهي بئر بني خطمة ، وروى ابن زبالة حديث «أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بني خطمة فصلى في بيت العجوز ، ثم خرج منه فصلى في مسجد بني خطمة ، ثم مضى إلى بئرهم ذرع فجلس في قفّها ، فتوضأ وبصق فيها».
وروى ابن شبة عن الحارث بن الفضل أن النبي صلىاللهعليهوسلم «توضّأ من ذرع بئر بني خطمة التي بفناء مسجدهم» ، وفي رواية : «وصلى في مسجدهم».
وفي رواية عن رجل من الأنصار أن النبي صلىاللهعليهوسلم «بصق في ذرع بئر بني خطمة».
قلت : وهذه البئر غير معروفة اليوم ، ويؤخذ بيان جهتها مما تقدم في مسجد بني خطمة.
بئر رومة : ـ بضم الراء ، وسكون الواو ، وفتح الميم ، بعدها هاء ، وقيل رؤمة بعد الراء همزة ساكنة ـ روى ابن زبالة حديث : «نعم القليب قليب المزني فاشترها يا عثمان ، فتصدق بها» وحديث أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «نعم الحفيرة حفيرة المزني» يعني رومة ، فلما سمع ذلك عثمان بن عفان ابتاع نصفها بمائة بكرة ، وتصدّق بها ، فجعل الناس يسقون منها ، فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه ما كان يصيب عليها باع من عثمان النصف الثاني بشيء يسير فتصدق بها كلها.
وروى ابن شبة عن عدي بن ثابت قال : أصاب رجل من مزينة بئرا يقال لها رومة ، فذكرت لعثمان بن عفان وهو خليفة ، فابتاعها بثلاثين ألف درهم من مال المسلمين ، وتصدّق بها عليهم.
قلت : في سنده متروك ، ولذا قال الزبير بن بكار بعد روايته في عتيقة : وليس هذا بشيء ، وثبت عندنا أن عثمان اشتراها بماله وتصدق بها على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، انتهى.
وقال ابن أبي الزناد : أخبرني أبي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «نعم الصدقة صدقة عثمان» يريد رومة.
وقال محمد بن يحيى : أخبرني غير واحد من أهل البلد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «نعم القليب قليب المزني».
وروى ابن شبة أيضا عن أبي قلابة قال : لما كانوا بباب عثمان وأرادوا قتلة أشرف عليهم ، فذكر أشياء ، ثم ناشدهم الله فأعظم النّشدة : هل تعلمون أن رومة كان لفلان