قال محمد بن طلحة راويه : قال عبد الحميد : وكان ذا مال كثير ، فهي عامة صدقات النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مخيريق خير اليهود ، قال : وهي الدلال ، وذكر الحوائط المتقدمة ، إلا أنه قال : والعواف بدل الأعواف.
وروى أيضا عن بكر بن أبي ليلى عن مشيخة الأنصار قالوا : كانت أموال رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أموال بني النضير حشاشين ومزارع وإبلا ، فغرسها الأمراء بعد ، وعملوها ، وهي سبعة أموال ، وذكر الحوائط المتقدمة.
وعن عثمان بن كعب قال : اختلف الناس في صدقات النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال بعضهم : كانت من أموال بني قريظة والنضير ، قال عثمان بن كعب : وليس فيها من أموال بني النضير شيء ، إنما صارت أموال بني النضير للمهاجرين نفلا ، قال : وكانت برقة والميثب للزبير بن بطا.
وقال بعضهم : كانت الدلال من أموال بني ثعلبة من يهود ، وكانت مشربة أم إبراهيم من أموال بني قريظة ، وكانت الأعواف لخنافة جد ريحانة ، قال : ويقال : كانت الأعواف من أموال بني النضير.
وروى أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه أن سلمان الفارسي كان لناس من بني النضير ، فكاتبوه على أن يغرس لهم كذا وكذا وديّة حتى تبلغ عشر سعفات ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ضع عند كل فقير ودية ، ثم غدا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فوضعه بيده ، ودعا له ، فما عطبت منها ودية ، ثم أفاءوها الله على نبيه صلىاللهعليهوسلم فهي الميثب صدقة النبي صلىاللهعليهوسلم بالمدينة.
قلت : يتحصّل من مجموع ما تقدم أن نخل سلمان الذي غرسه صلىاللهعليهوسلم هو الدلال ، وقيل : برقة والميثب ، وقيل : الميثب.
وروى أحمد والطبراني برجال الصحيح إلا ابن إسحاق وقد صرح بالسماع عن سلمان الفارسي حديثه الطويل ، وفيه ما يقتضي أنه بالفقير ، وأنه أثمر من عامه ، وأنه ذكر فيه عن سلمان أن يهوديا من بني قريظة ابتاعه من ابن عم له بوادي القرى ، قال : فاحتملني إلى المدينة ، ثم ذكر خبر إسلامه ، وقال : ثم قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كاتب ، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وأربعين أوقية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعينوا أخاكم ، فأعانوني بالنخل ، ويعين الرجل بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اذهب يا سلمان ففقّر لها ، فإذا فرغت فائتني أكن أنا أضعها بيدي ، قال : ففقّرت وأعانني أصحابي ، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم معي إليها ، فجعلنا نقرب إليه الوديّ ويضعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده حتى فرغنا ، فو الذي نفس سلمان بيدي ما ماتت منها ودية واحدة ، قال : فأدّيت النخل وبقي على المال ، وذكر خبره فيه.