والدلال : جزع معروف أيضا قبلي الصافة بقرب المليكي ، وقف فقهاء المدرسة الشهابية كما قاله الزين المراغي أيضا.
والميثب : غير معروف اليوم ، ويؤخذ من وصف هذه الأربعة بكونها متجاورات قربها من الأماكن المذكورة ، ولعله بقرب برقة لما سبق من أنهما اللذان غرسهما سلمان ، وكانا لشخص واحد.
والأعواف : جزع معروف بالعالية بقرب المربوع ، كما تقدم بيانه في بئر الأعواف من الفصل قبله.
ومشربة أم إبراهيم : معروفة بالعالية كما تقدم بيانه في المساجد.
وحسنى ـ ضبطها الزين المراغي كما في خطه بالقلم بضم الحاء وسكون السين المهملتين ثم نون مفتوحة ـ قال : وروايته كذلك في ابن زبالة بالسين بعد الحاء ، قال : ولا يعرف اليوم ، ولعله تصحيف من الحناء بالنون بعد الحاء ، وهو معروف اليوم.
قلت : حمل ذلك على التصحيف المذكور متعذر ؛ لأني رأيته بحاء ثم سين ثم نون في عدة مواضع من كتاب ابن شبة ومن كتاب ابن زبالة وغيرهما ، وإن أراد أن أهل زمانه صحّفوه بالحناء فلا يصح أيضا ؛ لأن الموضع المعروف اليوم بالحناء في شرقي الماجشونية ، لا يشرب بمهزور ، وقد تقدم أن حسنى يسقيها مهزور ، وأنها بالقف ، وسيأتي في بيان القف ما يقتضي أنه ليس بجهة الحناء. والذي يظهر أن حسني هو الموضع المعروف اليوم بالحسينيات بقرب الدلال ، فإنه بجهة القف ، ويشرب بمهزور ، وسيأتي في القف ما يؤيده.
وهذه الأماكن السبعة هي صدقاته صلىاللهعليهوسلم ، ولم أقف على أصل ما قاله رزين العبدري من أن الموضع المعروف بالبويرة بقباء صدقة النبي صلىاللهعليهوسلم من النخل ، قال : ولم تزل معروفة للمساكين ، محبوسة عليهم ، وعلى من مرّ بها إلى عهد قريب من تاريخ الخمسمائة كالعشرين سنة ونحوها ، فتغلّب عليها بعض ولاة المدينة لنفسه ، قال : وبها حصن النضير وحصون قريظة ، انتهى.
وهو مردود من وجهين :
أحدهما : أن الأئمة المتقدم ذكرهم مع اعتنائهم بهذا الباب لم يذكروا هذا الموضع في صدقاتهصلىاللهعليهوسلم.
والثاني : أن ما ذكره من أن بهذا الموضع حصون قريظة والنضير مردود بما قدمناه في منازلهما ، والموضع الذي ذكره في جهة قبلة المسجد إلى جهة المغرب من منازلهما ، وسنبين في ترجمة البويرة أن هذا الموضع ليس هو البويرة المنسوبة لبني النضير ، وكأن منشأ ما وقع له تسمية هذا الموضع بالبويرة ، وأن صدقة النبي صلىاللهعليهوسلم من أموال النضير أو قريظة ، على ما سبق من الخلاف ، وظن أنه المراد.