قال أبو غسان : وأخبرني مخبر ثقة قال : يقال : إن المسجد الذي يصلي إلى جنبه شرقيا على جنائز الصبيان كان خيمة لامرأة سوداء يقال لها رقية ، جعلها هناك حسين بن علي تبصر قبر فاطمة ، وكان لا يعرف قبر فاطمة غيرها.
قال : وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن حماد بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : دفن علي فاطمة ليلا في منزلها الذي دخل في المسجد ، فقبرها عند باب المسجد المواجه دار أسماء بنت حسين بن عبد الله ، أي وهو الباب الذي كان في شامي باب النساء في المشرق كما تقدم.
قال ابن شبة عقبه : وأظن هذا الحديث غلطا ؛ لأن الثبت جاء في غيره.
ثم روى بسند جيد عن فائد مولى عبادل ، وهو صدوق ، أن عبيد الله بن علي أخبره عمن مضى من أهل بيته أن الحسن بن عليّ قال : ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمي ، فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة مواجه الخوخة التي في دار نبيه بن وهب ، طريق الناس بين قبرها وبين خوخة نبيه ، أظن الطريق سبعة أذرع.
قال فائد : وقال لي منقد الحفار : إن في المقبرة قبرين مطابقين بالحجارة ، قبر حسن بن علي وقبر عائشة زوجة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فنحن لا نحركها ، فلما كان زمن حسن بن زيد وهو أمير على المدينة استعدى بنو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب على آل عقيل في قناتهم التي في دورهم الخارجية في المقبرة ، وقالوا : إن فاطمة رضي الله تعالى عنها عند هذه القناة ، فاختصموا إلى حسن ، فدعاني حسن فسألني فأخبرته عن عبيد الله بن أبي رافع ومن بقي من أهلي وعن حسن بن علي وقوله «ادفنوني إلى جنب أمي» ثم أخبرته عن منقد الحفار وعن قبر الحسن أنه رآه مطابقا ، فقال حسن بن زيد : أنا على ما تقول ، وأقر قناة آل عقيل.
ثم ذكر ابن شبة أن أبا غسان حدثه عن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد الله أن جعفر بن محمد كان يقول : قبر فاطمة في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد ، قال : ووجدت كتابا كتب عن أبي غسان فيه أن عبد العزيز بن عمران كان يقول : إنها دفنت في بيتها ، وصنع بها ما صنع برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إنها دفنت في موضع فراشها ، ويحتج بأنها دفنت ليلا ، ولم يعلم بها كثير من الناس.
ثم أشار ابن شبة إلى رد ذلك بما حدثه أبو عاصم النبيل قال : حدثنا كهمس بن الحسن قال : حدثني يزيد قال : كمدت فاطمة رضي الله تعالى عنها بعد وفاة أبيها صلىاللهعليهوسلم سبعين بين يوم وليلة ، فقالت : إني لأستحيي من جلالة جسمي إذا أخرجت على الرجال غدا ، وكانوا يحملون الرجال كما يحملون النساء فقالت أسماء بنت عميس أو أم سلمة : إني رأيت شيئا يصنع بالحبشة ، فصنعت النعش ، فاتخذ بعد ذلك سنة.