عبد الله بن ضرار من بني حنظلة بن رواحة. ثم مشى نحو الكلاعي ، فلحقه هرم بن شتير فأخذ بظهره فقال ليمسك رحم ، لا تبرز لهذا الطوال ، قال : هبلتك الهبول ، وهل هو إلّا الموت. قال : وهل يفر إلّا منه؟ قال : وهل منه بدّ؟ قال : والله لأقتلنّه أو ليلحقني بقائد بن بكير. فبرز إليه ومعه جحفة له من جلود الإبل ، فدنا منه فنظر عياش بن شريك فإذا الحديد عليه مفرغ لا يرى منه عورة إلّا مثل شرائك النعل من عنقه بين بيضته ودرعه ، فضربه الكلاعي فقطع حجفته إلّا نحوا من شبر ، وأخذ يضربه عياش على ذلك الموضع فقطع نخاعه وخرج ابن الكلاعي ثائرا بأبيه ، فقتله بكير بن وائل.
شرح ابن أبي الحديد ٥ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨. وقعة صفين / ٢٦٠.
٩٠١ ـ عياض بن خليفة اليماني ...
من التابعين الثقات. روى عنه نفر من الرواة. وكان شاعرا ، وله شعر في صفين. ومن شعره قصيدة بعث بها إلى شرحبيل بن السمط ، حين خدعه معاوية ليلتحق به ، ويحارب عليا (عليه السلام) فقدم شرحبيل على معاوية وتلقاه الناس فأعظموه ، وأكرموه فاستحوذ عليه الشيطان وباع دينه بدنياه ، واستنهض مدائن الشام حتّى استفرغها ، وإليك قصيدة عياض ينصحه فيها :
يا شرح يا ابن السمط إنّك بالغ |
|
بودّ عليّ ما تريد من الأمر |
ويا شرح إنّ الشام شامك ما بها |
|
سواك فدع قول المضلل من فهر |
فإنّ ابن حرب ناصب لك خدعة |
|
تكون علينا مثل راغية البكر |
فإن نال ما يرجو بنا كان ملكنا |
|
هنيئا له والحرب قاصمة الظهر |
فلا تبغين حرب العراق فإنّها |
|
تحرّم أطهار النساء من الذعر |
وإنّ عليّا خير من وطىء الحصى |
|
من الهاشميين المداريك للوتر |
له في رقاب الناس عهد وذمّة |
|
كعهد أبي حفص وعهد أبي بكر |
فبايع ولا ترجع على العقب كافرا |
|
أعيذك بالله العزيز من الكفر |
ولا تسمعن قول الطغام فإنّما |
|
يريدون أن يلقوك في لجة البحر |
وما ذا عليهم أن تطاعن دونهم |
|
عليّا بأطراف المثقفة السمر |