٩١٤ ـ الفضل بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المتوفى ...
شاعر مجيد ، شهد له بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ، بل شهد له بأنّه أشعر قريش. ويعد من شجعان الصحابة ووجوههم ، وكان أسنّ ولد العباس. وله في السنن ٢٤ حديثا. كما وله أخبار وقضايا نادرة تاريخية في المعاجم. وحضر مع أخيه عبد الله مشاهد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وثبت يوم حنين ، وأردفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وراءه في حجة الوداع فلقب ـ ردف رسول الله ـ وصحب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وحضر وقعة صفّين ، وكان يجيب ويردّ على شعراء أهل الشام. وجاء أنّ معاوية كتب إلى ابن عباس عبد الله ، كتابا في أيام صفّين يذكر فيه عداوة بني هاشم لبني أمية ، ويخوّفه عواقب الحرب ، ويقول : قد قنعنا بما في أيدينا من ملك الشام ، فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق ، ولو بايع الناس لك بعد عثمان لكنت إليك أسرع فأجابه بما ساءه. وقال معاوية : هذا عملي بنفسي ، لا والله لا أكتب إليه كتابا سنة ، وقال معاوية في ذلك :
دعوت ابن عباس إلى جل خطة |
|
وكان امرأ أهدي إليه رسائلي |
فأخلف ظنّي والحوادث جمة |
|
وما زاد أن أغلى عليه مراجلي |
فقل لابن عباس تراك مفرقا |
|
بقولك من حولي وإنّك آكلي |
وقل لابن عباس تراك مخوفا |
|
بجهلك حلمي أنّني غير غافل |
فأبرق وأرعد ما استطعت فإنّني |
|
إليك بما يشجيك سبط الأنامل |
فقال عبد الله لأخيه الفضل : يا ابن أم أجب معاوية ، فقال الفضل :
ألا يا ابن هند إنّني غير غافل |
|
وإنّك ما تسعى له غير نائل |
أألان لما صرّت الحرب نابها |
|
عليك وألقت بركها بالكلاكل |
فأصبح أهل الشام ضربين خيرة |
|
وفقع بقاع أو شحيمة آكل |
وأيقنت أنّا أهل حق وإنّما |
|
دعوت لأمر كان أبطل باطل |
دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة |
|
وليس لها حتّى تدين بسائل |