أ ـ التام المماثل : ما كان فيه اللفظان المتجانسان من نوع واحد ، اسمين كما في الآية السابقة ، أو فعلين نحو (لمّا قال لديهم قال لهم) ، فقال الأولى بمعنى نام وقت القيلولة ، والثانية بمعنى تكلّم ، أو حرفين ، نحو : (قد يجود الكريم ، وقد يعثر الجواد) فقد الأولى تفيد التكّثير ، والثانية تفيد التقليل.
ب ـ التام المستوفى : وهو ما كان اللفظان المتجانسان فيه من نوعين مختلفين كاسم وفعل ، مثاله قول أبي تمام (الكامل) :
ما مات من كرم الزمان فإنّه |
|
يحيا لدى يحيى بن عبد الله |
ج ـ جناس التركيب المرفوّ : وهو ما كان أحد لفظيه مركّبا. وسمّي مركّبا لأن أحد لفظيه مركّب ، وسمّي مرفوّا لأنّ المركّب مؤلّف من كلمة وبعض كلمة ، كقول الحريري (الطويل) :
ولا تله عن تذكار ذنبك ، وابكه |
|
بدمع يحاكي الوبل حال مصابه |
ومثّل لعينيك الحمام ووقعه |
|
وروعة ملقاه ومطعم صابه |
والجناس في مصابه في البيت الأول ومصابه في البيت الثاني.
واللفظ تامّ في الأوّل ، غير أنّه مركّب في الثاني ؛ فقد أخذت الميم المفتوحة من مطعم وأضيفت إلى (صابه) وهو شجر مرّ المذاق فتمّ الجناس المركب بذلك.
وتحدّث الخطيب القزويني عن أقسام هذا الجناس المركّب المرفوّ فقسمه أقساما منها :
أ ـ المتشابه : هو ما تشابه فيه اللفظان في الخطّ كقول البستيّ (المتقارب) :
إذا ملك لم يكن ذا هبه |
|
فدعه ، فدولته ذاهبه |