الأزهر الزنّاد إلى تفسير علّة التسمية فقال (١) : «بغياب الأداة ينتقل التركيب من إخبار بالمشابهة إلى إخبار بالمشبّه به عن المشبّه ، فهو هو ، وهذا مدخل التوكيد فيه ، لذلك سمّي بالمؤكّد. وفيه تضيق المسافة الفاصلة بين الطرفين فتصل التطابق أو تكاد ... فغياب الأداة إيهام بالتطابق ، وهو أمر يرتبط بغياب شحنة المعقولية التي يقوم عليها الجمع بين طرفي التشبيه والتي تعبّر عنها الأداة».
ثانيا : باعتبار وجه الشّبه :
يقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه إلى :
١ ـ تشبيه مجمل :
وهو ما حذف منه وجه الشّبه ، وبغيابه أجمل المتكلّم في الجمع بين الطرفين فسمّي مجملا ، مثاله قول ابن الرومي في مغنّ.
فكأن لذّة صوته ودبيبها |
|
سنة تمشّى في مفاصل نعّس |
لم يذكر الشاعر وجه الشّبه لأنّه يدرك بسرعة وهو التلذّذ والارتياح. وقد كشف الأزهر الزنّاد عن سرّ التسمية وأثرها بقوله (٢) : «وبهذا الإجمال لم يقصد الباثّ إلى تحديد مجال التقاطع وإنّما تركه غائما. وهو دون شكّ يعوّل في ذلك على حدس سامعه في الاهتداء إلى ذلك المجال».
__________________
(١). دروس في البلاغة العربية ، الأزهر الزنّاد ، ص ٢٣.
(٢). دروس في البلاغة العربية ، الأزهر الزنّاد ، ص ٢٢.