ومن الموضوعات البلاغية التي تحدث عنها بإسهاب نذكر : السّجع والترصيع ، والتشبيه ، والاستعارة ، والمماثلة ، والكناية ، والإيجاز ، والإطناب ، والحقيقة والمجاز ، ... اختار الباقلّاني النظم طريقا للإعجاز. ونظمه مختلف عن سجع الكهّان والعرب ، وعن خطبهم. وكلامه «خارج عن الوحشيّ المستكره ، والغريب المستنكر ، وعن الصيغة المتكلّفة».
٢ ـ ١ ـ ٧ ـ كتاب إعجاز القرآن للقاضي عبد الجبّار (ت ٤١٥ ه):
كتاب إعجاز القرآن للقاضي عبد الجبار أحد أجزاء كتابه الكبير (المغني في أبواب التوحيد والعدل). والقاضي معاصر للباقلّاني وكتابه يحمل التسمية نفسها التي أطلقها الباقلّاني على كتابه ، غير أن القاضي تطرق في كتابه لموضوعات لم يتناولها الباقلّاني. تعرض القاضي في كتابه للفصاحة مبيّنا أسرارها وأسبابها ، ووجد أنها تقوم على ركيزتين هما : ـ جزالة اللفظ.
ـ حسن المعنى.
ولكنّه خلص إلى أن النظم وحده يظهر ذلك. ولهذا ذهب إلى القول (١) : «فلا معتبر في الفصاحة بقصر الكلام وطوله وبسطه وإيجازه لأن كل ضرب من ذلك ربما كان أدخل في الفصاحة في بعض المواضع من صاحبه» وكأنه يريد أن يثبت صحة القاعدة البلاغية القائلة : لكل مقام مقال.
ومن أبواب البلاغة التي تحدث عنها القاضي نذكر كلا من : التكرار وأنواعه ، والتطويل والإيجاز ، ولم يعد التطويل عيبا بالمطلق ،
__________________
(١). القاضي عبد الستار ، المغني في أبواب العدل والتوحيد ج ١٦ ص ٢٠٠ ـ ٢٠١.