مثاله قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) النحل : ٩٠ ، أكّد الخبر بأداة واحدة هي (إنّ).
وكقول أحدهم : إنّه قد نجح المجتهدون.
فالمخاطب يشك بصحة الخبر لذلك ألقي إليه الخبر مؤكّدا ب (إنّ) وب (قد).
ج. أن يكون المخاطب منكرا للخبر ، معتقدا خلافه.
في هذه الحال يجب أن يؤكّد الخبر بمؤكّد أو أكثر على حسب إنكاره قوّة وضعفا. ويسمّى هذا الضرب إنكاريا ويتضمّن اكثر من وسيلة توكيد واحدة.
ومثاله قول أبي العبّاس السفّاح : «لأعملنّ اللّين حتّى لا ينفع إلّا الشدّة ، ولأكرمنّ الخاصّة ما أمنتهم على العامّة ، ولأغمدنّ سيفي حتّى يسلّه الحق ، ولأعطينّ حتّى لا أرى للعطيّة موضعا».
فالمخاطبون منكرون للحكم ، رافضون القبول به ، لذلك لجأ أبو العبّاس الى استخدام وسائل التقوية والتوكيد ليدفع الشك عن نفوس المخاطبين ، ويدعوهم الى التسليم. لقد لجأ الى لام القسم ونون التوكيد الثقيلة والنّفي بعده حصر ب (إلّا).
ومثاله أيضا قولنا : إن أخاك لقادم. فالتأكيد ب (إنّ واللام) ، وإذا شعرنا أن إنكاره أقوى يمكن التأكيد بثلاث أدوات فنقول :
والله إنّه لقادم (القسم+ إنّ+ اللام).
وكما يكون التأكيد في الإثبات ، يكون في النفي أيضا ، نحو :
ما الكريم بنادم على بذله
والله ما المستشير بنادم.