أما الباقلّاني (ت ٤٠٣ ه) فقد ذكر في (إعجاز القرآن) نحوا من خمسة وعشرين نوعا منبّها إلى أن وجوه البديع أكثر من ذلك ، ولكنه لم يهدف في كتابه إلى إحصائها وذكرها جميعا.
وابن رشيق (ت ٤٥٦ ه) يذكر في كتابه (العمدة) باب المخترع والبديع ، مشيرا إلى وفرة ضروب البديع وقد وسعته قدرته على ذكر ثلاثة وثلاثين بابا منه هي : المجاز ، الاستعارة ، التمثيل ، المثل السائر ، التشبيه ، الإشارة ، التتبيع ، التجنيس ، الترديد ، التصوير ، المطابقة ، المقابلة ، التقسيم ، التفسير ، الاستطراد ، التفريع ، الالتفات ، الاستثناء ، التتميم ، المبالغة ، الإيغال ، الغلو ، التشكيك ، الحشو وفضول الكلام ، الاستدعاء ، التكرار ، نفي الشيء بإيجابه ، الاطّراد ، التضمين والإجارة ، الاتساع ، الاشتراك ، التغاير.
لكن مفهوم البديع يتوسّع كثيرا مع أسامة بن منقذ (ت ٥٨٤ ه) في كتاب عنوانه (البديع في نقد الشعر) حيث يندرج تحته خمسة وتسعون نوعا على غير تمييز بين البيان والبديع والمعاني حتّى ليصحّ فيه ما قاله ابن أبي الإصبع (١) «وإذا وصلت إلى بديع ابن منقذ وصلت إلى الخبط والفساد العظيم ، والجمع من أشتات الخطأ وأنواعه من التوارد والتداخل ، وضم غير البديع والمحاسن ، كأنواع من العيوب ، وأصناف من السرقات» ومن يراجع فهرس الموضوعات يجد عناوين جديدة لا يجدها في غيره من كتب البديع ، نحو : باب النادر والبارد ، وباب الرشاقة والجهامة ، باب الطاعة والعصيان ، باب الأواخر والمقاطع ، باب التعليم والترسيم وغيرها كثير.
__________________
(١) تحرير التحبير ، ابن أبي الإصبع المصري ، ١ / ٩١ لجنة إحياء التراث الإسلامي.