صالحا ، ويا زيد وخيرا من عمرو ، وكذلك لو قدمت هذه الأسماء التي تستحق النعت ثم عطفت عليها بمفرد معرفة ضممته إذ كان حكم كل واحد منهما كأنه منادى في نفسه إلا أن يكون المنادى معرفة منفردة فعطفت عليها باسم فيه ألف ولام فإنه يجوز ذلك فيما فيه الألف واللام الرفع ، والنصب كقولك : يا زيد والحارث (١) ، وإن شئت نصبت الحارث وقد قرئ بالوجهين جميعا ، (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) [سبأ : ٣٤ / ١٠](٢) ، وقرأ الأعرج بالرفع (٣) ، فأما الرفع فعلى العطف على اللفظ ، وأما النصب فبالعطف على الموضع ، وإنما جاز فيه الوجهان لأن (يا) لا يصح أن يدخل [على](٤) ما فيه الألف واللام ، أن يلي (٥) حرف النداء لم يكن له حكم يختص به كما كان ذلك لما ذكرناه من الأسماء المضافة والمفردة ، فلما لم يكن له حكم يختص به وكان الاسم الذي قبله له لفظ ومعنى حمل ما فيه الألف واللام على اللفظ مرة إذ كان اللفظ قد يجري مجرى لفظ المرفوع ، وحمل مرة على الموضع إذ كان نصبا.
واعلم أن الرفع عند سيبويه ومن تابعه الوجه (٦) ، وأما أبو عمر الجرمي وأبو عثمان (٧) ومن تابعهما فإنهم يختارون النصب (٨) والحجة لمن اختار الرفع قوية
__________________
(١) في الأصل : الحرث.
(٢) والآية (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ).
(٣) قرأ روح وزيد عن يعقوب (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) بالرفع مثل قراءة عبيد بين عمير والأعرج وغيرهما ، وقرأ الباقون ورويس (والطير) بالنصب. المبسوط في القراءات العشر ٣٦٠ ، ومعجم القراءات القرآنية ٥ / ١٤٦.
(٤) زيادة ليست في الأصل.
(٥) في الأصل : يليه.
(٦) قال سيبويه : " وتقول : يا زيد ويا عمرو ، وليس إلا أنهما قد اشتركا في النداء في قوله : يا ، وكذلك يا زيد وعبد الله ، ويا زيد لا عمرو ، ويا زيد أو عمرو ، لأن هذه الحروف تدخل الرفع في الآخر كما دخل في الأول ، وليس ما بعدها بصفة ولكنه على يا ... ، فأما العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون يا زيد والنضر وقرأ الأعرج ... ، وقال الخليل : هو القياس كأنه قال ويا حارث ...". الكتاب ١ / ٣٠٥ (بولاق).
(٧) يعني المازني وقد مرت ترجمته.
(٨) قال المبرد : " واعلم أن المعطوف على الشيء يحل محله ، لأنه شريكه في العامل نحو : مررت زيد وعمرو ... فعلى هذا تقول : يا زيد وعمرو أقبلا ، لأن (عبد الله) إذا حل محل (زيد) في النداء لم يكن إلا نصبا ...".