يدخل عليه من علامة التثنية ، فلما كانت ألف التثنية لا يجوز أن يبقى معها ألف التأنيث على لفظها كذلك لا يبقى مع ياء النسبة / لأن في هذا نقضا للأصل الذي أقمنا الدليل عليه من قوة ياء النسبة على قدر ما يقلبه ألف التثنية.
واعلم أنه يجوز في النسب إلى ما آخره ألف التأنيث المقصورة إذا كان على أربعة أحرف وجهان :
أحدهما : أن تقول في حبلى : حبلاوي ، وفي دنيا : دنياوي.
والوجه الثاني : حبلوي ، ودنيوي ، وإنما جاز هذان الوجهان لأن ألف التأنيث وإن كانت علامة كهاء التانيث فهي ألزم للأسماء من هاء التأنيث ، وذلك أن الاسم بني من أول أحواله على ألف التانيث وهاء التانيث تقديرها أن تكون بمنزلة اسم ضم إلى اسم إذ كانت تدخل بعد استقرار لفظ المذكر كقولك : قائم ، وقائمة ، فصارت ألف التأنيث مشابهة للألف الأصلية أعني التي هي بدل من لام الفعل فجرت مجرى ألف الإلحاق إذ كانت ألف الإلحاق زائدة قد أجريت مجرى الأصل ولذلك جاز قلب ألف التأنيث واوا كما جاز قلب ألف الإلحاق واوا في النسبة تشبيها بألف التأنيث كما شبهت ألف التأنيث بها فتقول : أرطى وعلقى ، (١) فأما قولهم : حبلاوي ، فإنهم زادوا ألفا قبل ألف التأنيث لتصير ألف التأنيث عمدة فيجب تحريكها فإذا تحركت صارت ألف التأنيث الممدودة فيزول عنها حكم السكون فيجب ثباتها مع ياء النسبة وصار هذا الوجه أقوى من قلبها واوا من غير موجب لتحريكها فلهذا صار هذا الوجه أقوى من قولهم : حبلوي ،
__________________
(١) الأرطى : شجر له ثمر مرّ تأكله الإبل ، الواحدة : أرطاة ، ألفه للإلحاق لا للتأنيث ، فينون نكرة لا معرفة ، أو ألفه أصلية فينون دائما. القاموس (أرط).
العلقى : والعلقى : كسكرى : نبت يكون واحدا وجمعا ، قضبانه دقاق ، عسر رضّها ، يتخذ منه المكانس ، ويشرب طبيخه للاستسقاء. القاموس (علق).