أبو بكر يصلي بالناس :
وقالوا : إنه «صلىاللهعليهوآله» أمر أبا بكر أن يصلي بمن تقدمه «صلىاللهعليهوآله» (١).
ونقول :
إنه بعد فتح مكة بدأ الفريق المتخصص بمنح الفضائل يشعر بأن الوقت حان لمنح الأوسمة والفضائل لمناوئي أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، فكان أن ظهرت لهم فضائل لم نر لها أثرا قبل غزوة تبوك ، فإنه إذا كان «صلىاللهعليهوآله» قد خلف أمير المؤمنين «عليهالسلام» على المدينة ، وأعلن أنه منه بمنزلة هارون من موسى ، فلا بد أن يكون لأبي بكر ما يضاهي ذلك أو يزيد عليه ، فكان طبيعيا أن يدّعوا أنه «صلىاللهعليهوآله» استخلف أبا بكر على الصلاة ، ليكون لأبي بكر نصيب من الخلافة والإستخلاف. فإن إعطاء هذا الوسام لعلي «عليهالسلام» قد جعل الأمر بالغ الحساسية ، وفي منتهى الخطورة .. ودعوى استخلاف أبي بكر على الصلاة ، ليست ذات قيمة ، ولا تستحق الذكر.
فإن ذلك لا يدل على شيء من الفضائل لدى المستخلف ، أي أنه لا يدل على علم أبي بكر ، ولا على حسن أخلاقه ، ولا على زهده وتقواه ، ولا على أية صفة أخرى سوى صفة العدالة عند الشيعة ، أما أهل السنة ، فإنهم ينكرونها أيضا ، ويفتون ويروون عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أنه
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢.