من أبي قتادة ليلبسهما ، بعد أن أعطى ثوبيه للبشير.
أمن عندك؟! أم من عند الله؟! :
ولا نستطيع أن نغض الطرف عن قول كعب للنبي «صلىاللهعليهوآله» حين بشره «صلىاللهعليهوآله» بخير يوم مرّ عليه : أمن عندك؟ أم من عند الله؟! فإنه يتضمن اتهاما للنبي «صلىاللهعليهوآله» بأنه يقول أشياء من عند نفسه ، مع أن الله تعالى يقول : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١). ولا يمكن أن يصدر هذا من مؤمن صحيح الإيمان ..
النبي صلىاللهعليهوآله يأمر كعبا بإمساك ماله؟!
وقد ذكر لنا كعب : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يرض منه بأن يتصدق بماله كله ، ولا بنصفه ، وقال له : أمسك بعض مالك فإنه خير لك.
مع أنهم يقولون : إنه «صلىاللهعليهوآله» قد قبل من أبي بكر أن يأتي بماله كله لينفقه في سبيل الله حين كان يتجهز لتبوك ، ورضي بأن لا يترك أبو بكر لأهله شيئا ..
كما أنه قد رضي من عمر بأن يأتي بنصف ماله ، ورضي من عثمان بأن يجهز جيش العسرة كله ..
فإما أن يكون ذلك كله مكذوبا ، أو يكون كلام كعب غير صحيح!! مع احتمال الكذب في الجميع أيضا .. ولعل هذا هو الأقرب والأصوب حسبما ظهر مما ذكرناه في هذا الكتاب.
__________________
(١) الآيتان ٣ و ٤ من سورة النجم.