في حين أننا نجد كثيرا من الآثار التي لها هذا المقدار من القدم مطمورة بالتراب الذي تحمله الرياح من هنا وهناك .. وهذا يؤكد القناعة بأن ذلك من التدبير الإلهي ، ومن أسباب الهداية ، أو إقامة الحجة على من تأمل وتفكر ، ولاحظ وتدبر ..
عليّ عليهالسلام هو المقصود :
إن سياق الكلام المنقول عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وهو يعلن منعهم من دخول مساكنهم ، يعطي : أنه لم يكن يأمن على قومه من أن يصيبهم ما أصاب قوم ثمود ، ولذلك منعهم من دخول مساكنهم إلا أن يكونوا باكين أن يصيبهم ما أصابهم ، ولا يصيبهم من ذلك إلا إذا فعلوا كفعلهم ، ولذلك قال لهم : لا تسألوا الآيات ، فقد سألها قوم صالح .. أي لا تفعلوا كما فعل أولئك ..
ثم إنه بين لهم : أن أمرهم أعجب من أمر قوم صالح ، فإن رجلا سيكون من أنفسهم ، سوف ينبؤهم بخبر ما كان قبلهم ، وما هو كائن بعدهم.
ثم إنه «صلىاللهعليهوآله» اقتصر على ذكر هذه العلامة لذلك الرجل ، ولم يبين ما ذا سيصنعون به ، وكيف سيكون حالهم معه ، وإنما اكتفى «صلىاللهعليهوآله» بأمرهم بالإستقامة والسداد ..
ولعله لأجل أن لا يتوهموا الجبرية في هذا الأمر ، ولكي يفسح المجال لهم للتوبة والعودة والإنابة ، مبينا لهم : أنهم إن لم يستقيموا على المحجة ولم يسددوا ، فسينالهم العذاب كما نال قوم صالح حين عقروا الناقة .. ولا يعبأ