ونقول :
إن هذا الذنب العظيم الذي أوجب ردته عن الإسلام ، فيوم توبته منه خير يوم ، لأن توبته كانت السبب في نجاته من الخلود في النار مع الكافرين والمشركين الذين جحدوا بآيات الله ، وعصوا رسوله ..
ولا خير في يوم إسلام تعقبه الردة ..
ولعل هذا هو المراد بكلام الحافظ المذكور أخيرا ..
كعب لا يملك إلا ثوبيه :
وقد زعم كعب : أنه أعطى ثوبيه لمن بشره بتوبة الله عليه ، وقال «والله ما أملك غيرهما يومئذ ، واستعار ثوبين من أبي قتادة».
ونقول :
إن هذا قد لا ينسجم مع قوله حين مسيرهم إلى تبوك : «إني لم أكن قط أقوى ، ولا أيسر مني حين تخلفت عنه تلك الغزوة. والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة».
وقال للنبي «صلىاللهعليهوآله» : «والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك».
فهل عاد فأنفق ذلك كله في تلك الأيام اليسيرة ، حتى لم يبق معه سوى ثوبيه اللذين يلبسهما؟!
ومما يزيد ريبنا في مقولات كعب : أنه هو نفسه يعود فيدّعي أنه عرض على رسول الله أن يتصدق بجميع ماله ، ثم بنصفه ، فلم يقبل منه ، ثم قبل منه أن يتصدق بثلث ماله ، فمن أين جاءه المال ، إذا كان قد استعار ثوبين