الإستسقاء .. ونزول المطر :
قالوا : ونزلوا الحجر ، فأمرهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : أن لا يحملوا من مائها شيئا ، ثم ارتحل ، ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء.
فشكوا ذلك إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقام فصلى ركعتين ، ثم دعا فأرسل الله سبحانه وتعالى سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها.
فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق : ويحك ، قد ترى ما دعا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فأمطر الله علينا السماء.
فقال : إنما أمطرنا بنوء كذا وكذا.
فأنزل الله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (١).
ذكر ابن إسحاق : أن هذه القصة كانت بالحجر.
وروي عن محمود بن لبيد ، عن رجال من قومه قال : كان رجل من المنافقين معروف نفاقه يسير مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حيثما سار ، فلما كان من أمر الحجر ما كان ، ودعا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حين دعا ، فأرسل الله تعالى السحابة ، فأمطرت حتى ارتوى الناس ، قالوا أقبلنا عليه نقول : ويحك ، هل بعد هذا شيء؟
__________________
ص ٤٥٧ وانظر الدر المنثور ج ٤ ص ١٠٤.
وراجع : البحار ج ١١ ص ٣٩٣ والعرائس للثعلبي ص ٤٣ وعن مجمع البيان ج ٤ ص ٤٤١ ـ ٤٤٣.
(١) الآية ٨٢ من سورة الواقعة.