على أننا قد سألنا كعبا من أين له هذا المال الذي يريد أن يتصدق به أو بنصفه أو بثلثه وهو يدّعي قبل لحظات أنه أعطى ثوبيه للبشير ، ولم يكن يملك شيئا غيرهما ، ثم استعار ثوبين من أبي قتادة ليلبسهما؟!
على أنه قد اعترف أيضا بأن له سهما بخيبر أيضا ، وقد صرح بأنه يمسكه ، ويتخلى عما عداه.
الإنسجام بين طلحة وبين كعب :
وقال بعضهم : إن سبب قيام طلحة لكعب : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كان آخى بينهما لما آخى بين المهاجرين والأنصار ، والذي ذكره أهل المغازي : أن كعبا كان أخا الزبير لكن كان الزبير أخا طلحة في أخوة المهاجرين فهو أخو أخيه (١).
ونقول :
لعل هناك عاملا آخر يمكن إضافته إلى ما ذكره هذا البعض ، وهو أن ثمة انسجاما في الروحية ، وفي الأفكار ، والتصورات ، وربما في السلوك ، بين كعب وبين طلحة.
وقد أظهرت الأحداث مدى جرأة طلحة على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حتى لقد آذاه في عرضه وأزواجه حين قال : «ليموتن محمد ولنجلسن بين خلاخيل نسائه حتى نزل قوله تعالى : (.. وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٨١ وفتح الباري ج ٨ ص ٩٢.