ويقايسون فيما بينها ، ويعرفون ولو على نحو التقريب غلة أراضيهم ، بما لها من نوع تربة ، وبملاحظة سائر العوامل المؤثرة مثل طبيعة الجو والهواء في حرارته وبرودته ، وسائر تقلباته ، فإن ذلك قد يؤثر بنحو أو بآخر على مقادير المحاصيل ، وفي جودتها ورداءتها ، وما إلى ذلك.
فلعله «صلىاللهعليهوآله» أراد لفت نظر أصحابه إلى هذا الأمر بصورة عملية ليؤكد قناعتهم به ، ولكي يعطي القاعدة والضابطة للناس كلهم ، ويدفعهم ذلك إلى أن يدققوا ولا يتعسفوا في تعاملهم مع الناس في أمثال هذه الأمور ، فإن التزام وتيرة واحدة في التعامل لربما تنتهي بهم إلى الظلم والأذى.
إمتحان التخريج :
وهذا بالذات يمثل إجابة مقبولة على السؤال الأول ..
يضاف إلى ذلك : أنه «صلىاللهعليهوآله» أراد أن يشاركهم في الخرص بنفسه ، لكي لا يحزنهم تعرضهم لهذا الإمتحان ، الذي سيظهر إخفاقهم فيه ، فإذا كان النبي «صلىاللهعليهوآله» معهم ، فسوف لا يرون في هذا الإمتحان أي حرج ، ولا يشعرون بالأذى أو بالمهانة أو ما إلى ذلك.
فالإمتحان شرف وكرامة ، وهو سبب تكامل ، وسبيل سمو ورفعة ، وطريقة تعليم ، والسقوط فيه ليس سقوط ذل ، وإنما هو سقوط الطائر ، ليلتقط الحبة التي يحتاج إليها ، ثم يطير بها محلقا إلى سماء الفضل والكمال لتكون تلك الحبة زادا وعونا له ، وقوة ، وسبب حياة.