إعلان المسير ، لما ذا؟! :
وبين «صلىاللهعليهوآله» للناس مقصده ، وإنه يريد بلاد الروم ، وكان «صلىاللهعليهوآله» قلّ أن يخرج في غزوة إلا كنّى عنها وورّى بغيرها إلا ما كان من غزوة تبوك ، فإنه بيّنها للناس ، لبعد الشقة ، وشدة الزمان ، وكثرة العدو الذي يصمد له ، ليتأهب الناس لذلك أهبته ، فأمر الناس بالجهاز ، ودعا من حوله من أحياء العرب للخروج معه ، فأوعب معه بشر كثير ، وبعث إلى مكة ، وإلى سائر القبائل التي فشا فيها الإسلام.
وتخلف عنه آخرون ، فعاتب الله ـ تعالى ـ من تخلف منهم لغير عذر من المنافقين والمقصرين ، ووبخهم وبين أمرهم ، فقال سبحانه وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١).
ثم قال : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ
__________________
(١) الآيتان ٣٨ و ٣٩ من سورة التوبة.