ونقول :
إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكن يريد ـ فيما يظهر ـ أن يواجه الناس بحقيقة أن ما يكنونه يخالف ما يظهرونه .. وأن عليهم أن يزيلوا جميع رواسب الشرك من عقولهم ، وأن يخلصوا لله سبحانه ، فهو «صلىاللهعليهوآله» يتجنب إظهار أية إشارة من شأنها أن تثير الشبهة في أمرهم ، حتى إنه لا يوجه إليهم خطابه ، بل يتظاهر بأنه يريد بخطابه سهيل بن بيضاء ، متعمدا أن يعرّفهم أنه يريد منهم أن يسمعوا ما سيقوله .. لأنه ينادي برفيع الصوت ، مع أن سهيل بن بيضاء كان أقرب من غيره إليه ، ويجيبه سهيل بن بيضاء ، ولكنه لا يكترث للإجابة بل يكرر النداء ..
وبعد أن تأكد أن الناس قد أدركوا أنه يريد أن يقول شيئا ، وأنه يريد لهم أن يسمعوا ما يقول .. أطلق كلمته ، التي توجههم إلى ضرورة التزام خط التوحيد بمعناه الدقيق والعميق .. لأنه هو الذي يضمن سلامة مسيرهم نحو الله تبارك وتعالى وفق ما رسمه من أحكام وما حدده من شرائع ، حيث لا يبقى لغيره تعالى أي دور في حياتهم ، وأي تأثير في حرف تصرفاتهم ومواقعهم بالإتجاهات الخاطئة ، حيث الهلاك والبوار ، والتعرض لغضب الجبار ، واستحقاق العقاب بالنار ..
النبي صلىاللهعليهوآله ينام عن الصلاة :
عن عقبة بن عامر قال : خرجنا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في
__________________
عن : مسند أحمد ج ٥ ص ٣١٨ و ٢٣٦ وابن حبان ، وعن مجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٥٢ والطبقات الكبرى لا سعد ج ٣ ص ٤١٥ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٥٨.