وكيف قبل المسلمون أن ينفرد المغيرة المعروف بغدره برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولم يوجد فيهم من يتبرع بالقيام بهذا الأمر دونه ..
حادي عشر : ما معنى قول الرواية : إنه «صلىاللهعليهوآله» قد غبطهم حيث صلوا الصلاة لوقتها ، وقال لهم : أحسنتم. فإن المفروض : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد صلاها أيضا لوقتها ، بل هو قد صلاها معهم ..
وإن كان المقصود : أنهم قد صلوها في أول وقتها ، فغير صحيح ، لأنهم ما صلوها إلا بعد أن خافوا الشمس أن تطلع ..
على أن هذه الغبطة إنما يصبح لها معنى لو كانوا لم يضيعوا فضيلة أول الوقت ، حيث يكونون قد فازوا بما لم يفز به رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فغبطهم من أجل ذلك كله ، لكن ذلك لم يحصل ..
إلا إن كان المقصود : أنه غبطهم على عدم تفريطهك بصلاتهم ، وإن كان هو «صلىاللهعليهوآله» قد أدرك هذه الصلاة أيضا.
قضاء النبي صلىاللهعليهوآله في قضية :
عن يعلى بن أمية قال : أتي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأجير له قد نازع رجلا من العسكر ، فعضه ذلك الرجل ، فانتزع الأجير يده من فم العاض ، فانتزع ثنيته.
فلزمه العاض ، فبلغ به رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقمت مع أجيري لأنظر ما يصنع ، فأتي بهما رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : «أيعمد أحدكم فيعض أخاه كما يعض الفحل»؟
فأبطل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ما أصاب من ثنيته ، وقال : «أفيدع