هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١) ، يعطي : أن الله سبحانه هو الذي يريد من نبيه أن يواجههم بهذه الحدة والشدة ، التي تحمل معها المهانة لهم ، والخزي في الدنيا ، ولا بد أن يكون العذاب الأليم هو الذي ينتظرهم في الآخرة.
وقد كان يمكن أن نتحمل أن ثمة خطأ من الرواة ، أو من أبي موسى في حفظه لكلام رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. ولكنه حين شفع ذلك بقوله : «وافقته وهو غضبان ولا أشعر» ، وبقوله : «مخافة أن يكون رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وجد في نفسه» ، قد دلنا على أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد قال ذلك ، وقصد معناه فعلا.
طعن أبي موسى برسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقد حاول أبو موسى أن يطعن برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ليبرئ نفسه ، ويبرئ أصحابه من إساءتهم للرسول «صلىاللهعليهوآله» التي استوجبت هذا الموقف النبوي الصارم منهم ، الذي ألحق بهم المهانة والخزي ، فاتهم النبي بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد قال ما قال وهو في حالة الغضب ، فلا قيمة لكلامه ، لأن الإنسان قد يصدر عنه في هذه الحال ما لا يرضى بصدوره منه في الحالات العادية ، فلا ضير إذن في أن يندم النبي «صلىاللهعليهوآله» ويلوم نفسه ، وربما يعتذر أو يتوب ، إذا كان قد بلغ حد الخطيئة .. وقد اخترعوا على لسان الرسول «صلىاللهعليهوآله» أحاديث تشير إلى أنه مبتلى بهذا الأمر ، وأنه قد أعلن أنه يطلب من الله تعالى أن يجعل
__________________
(١) الآيتان ٣ و ٤ من سورة النجم.