منه تبارك وتعالى ، وأن هذا الذي يخبرهم به قد تلقاه منه سبحانه ..
سياسة إظهار نفاق أهل النفاق :
وقد أظهرت قصة الناقة : أن كل الذي يجري ، إنما هو بعين الله تبارك وتعالى ، ولعله كان يهدف :
أولا : إلى ترسيخ إيمان الناس ، ولا سيما الذين دخلوا في الإسلام بعد فتح مكة ، بفتح نوافذ لهم على الغيب الإلهي ، وتقريبهم من حقائقه ، من خلال تجسيده لهم في مفردات حسية وحاضرة ..
ثانيا : إنه يريد أن يبين للناس أن أهل الريب والنفاق لا يزالون يعيشون بينهم ، وأنهم يسعون للكيد لهذا الدين وأهله ، وأن على الناس أن يتنبهوا لذلك ، لكي لا يقعوا في المآزق والمهالك ، التي ربما يكيدهم بها أولئك الحاقدون ، ولا سيما مع اقتراب رحيل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عنهم ، وهو كان يعلم بحقيقة ما يحاك ويدبر للإستئثار بأمر الناس بعده ..
ولعل نداء عمارة بن حزم حين اكتشف الأمر : إن في رحلي لداهية ، وما أشعر ، يصلح للتدليل على أن هذه السياسة قد آتت ثمارها ، وأن هذا من بعض آثارها.
النبي صلىاللهعليهوآله يأتم بابن عوف :
عن المغيرة بن شعبة قال : لما كنا فيما بين الحجر وتبوك ذهب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لحاجته ، وكان إذا ذهب أبعد ، وتبعه المغيرة بماء بعد الفجر ـ وفي رواية : قبل الفجر ـ فأسفر الناس بصلاتهم ، وهي صلاة الفجر حتى خافوا الشمس ، فقدموا عبد الرحمن بن عوف ، فصلى بهم.