وظاهر كلام المصنف أنه يجب تأخير اللقب إذا صحب سواه ، ويدخل تحت قوله : «سواه» الاسم والكنية ، وهو إنما يجب تأخيره مع الاسم ، فأما مع الكنية فأنت بالخيار بين أن تقدم الكنية على اللقب فتقول : «أبو عبد الله زين العابدين» ، وبين أن تقدم اللقب على الكنية فتقول : «زين العابدين أبو عبد الله».
ويوجد في بعض النسخ بدل قوله : «وأخّرن ذا إن سواه صحبا» : «وذا اجعل آخرا إذا اسما صحبا» ، وهو أحسن منه لسلامته مما ورد على هذا ، فإنه نص في أنه إنما يجب تأخير اللقب إذا صحب الاسم ، ومفهومه ، أنه لا يجب ذلك مع الكنية ، وهو كذلك كما تقدّم ، ولو قال : «واخّرن ذا إن سواها صحبا» لما ورد عليه شيء. إذ يصير التقدير : وأخّر اللقب إذا صحب سوى الكنية ، وهو الاسم ، فكأنه قال : وأخّر اللقب إن صحب الاسم.
__________________
أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلّغهم |
|
عني حديثا وبعض القول تكذيب |
المعنى : أيها الناعي : أبلغ هذيلا بأن عمرا أكرمهم حسبا قد ألقي ميتا في وادي شريان تعوي الذئاب من حوله.
الإعراب : ذا : اسم أنّ منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، الكلب : مضاف إليه ، عمرا : بدل من ذا منصوب بالفتحة ، خير : صفة لعمرو منصوبة ، حسبا : تمييز منصوب بالفتحة ، ببطن : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لأن ، شريان مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون ، حوله : مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بيعوي ، والهاء مضاف إليه ، والجملة (يعوي حوله الذيب) في محل نصب حال ، (ويمكن أن نعلق ببطن بحال محذوفة ونجعل جملة يعوي : خبرا لأن وأن (في أول البيت) مع معموليها في تأويل مصدر مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بأبلغ في البيت السابق والتقدير : أبلغ هذيلا بعواء الذئاب حول عمرو أو بإلقائه ببطن شريان محاطا بالذئاب العاوية).
الشاهد فيه : قولها : «ذا الكلب عمرا» فقد قدّمت اللقب وأخّرت الاسم والقياس العكس وهذا التقديم قليل ؛ لأن اللقب يشبه النعت في إشعاره بالصفة فحمل عليه في التأخير عن الاسم كما يؤخر النعت عن المنعوت.