يعني أن «أيّا» مثل «ما» في أنها تكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث مفردا كان أو مثنى أو مجموعا نحو : «يعجبني أيّهم هو قائم».
ثم إن «أيا» لها أربعة أحوال :
أحدها : أن تضاف ويذكر صدر صلتها نحو : «يعجبني أيّهم هو قائم».
الثاني : أن لا تضاف ولا يذكر صدر صلتها نحو : «يعجبني أيّ قائم».
الثالث : أن لا تضاف ويذكر صدر صلتها نحو : «يعجبني أيّ هو قائم».
وفي هذه الأحوال الثلاثة تكون معربة بالحركات الثلاث نحو : «يعجبني أيّهم هو قائم ، ورأيت أيّهم هو قائم ، ومررت بأيّهم هو قائم» ، وكذلك : «أيّ قائم ، وأيّا قائم ، وأيّ قائم» ، وكذا «أيّ هو قائم ، وأيّا هو قائم ، وأيّ هو قائم» (١).
الرابع : أن تضاف ويحذف صدر الصلة نحو : «يعجبني أيّهم قائم» ، ففي هذه الحالة تبنى على الضم ، فتقول : «يعجبني أيّهم قائم ، ورأيت أيّهم قائم ، ومررت بأيّهم قائم» ، وعليه قوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)(٢) وقول الشاعر.
__________________
(١) في كل هذه الأمثلة : أي : فاعل مرفوع بالضمة ، أيّا : مفعول به منصوب بالفتحة ، بأي : جار ومجرور بالكسرة الظاهرة.
(٢) قال تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ، ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) مريم (٦٨ و ٦٩). ثم : حرف عطف ، لننزعن : اللام واقعة في جواب القسم (فو ربك). ننزع : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن ، ونون التوكيد : حرف لا محل له من الإعراب ، من كل : جار ومجرور متعلق بنزع ، أيهم : أيّ اسم موصول مبني على الضم في محل جرّ ، والميم : علامة الجمع ، أشدّ : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو أشد ، والجملة : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، عتيا : تمييز منصوب. والشاهد في الآية الكريمة أن «أيّا» استعملت موصولة مضافة وقد حذف صدر صلتها فبنيت على الضم.