موصولة و «زيد» : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير «لاسيّ الذي هو زيد» فحذف العائد الذي هو المبتدأ ـ وهو قولك : هو ـ وجوبا ، فهذا موضع حذف فيه صدر الصلة مع غير «أي» وجوبا ولم تطل الصلة ، وهو مقيس وليس بشاذ.
وأشار بقوله : «وأبو أن يختزل إن صلح الباقي لوصل مكمل» إلى أن شرط حذف صدر الصلة أن لا يكون ما بعده صالحا لأن يكون صلة ، كما إذا وقع بعده جملة نحو : «جاء الذي هو أبوه منطلق» أو «هو ينطلق» أو ظرف أو جار ومجرور تامّان نحو : «جاء الذي هو عندك» أو «هو في الدار» ، فإنه لا يجوز في هذه المواضع حذف صدر الصلة ، فلا تقول : «جاء الذي أبوه منطلق» تعني : «الذي هو أبوه منطلق» ، لأن الكلام يتم دونه فلا يدرى أحذف منه شيء أم لا؟ وكذا بقية الأمثلة المذكورة ، ولا فرق في ذلك بين «أي» وغيرها ، فلا تقول في «يعجبني أيّهم هو يقوم» : يعجبني أيّهم يقوم ، لأنه لا يعلم الحذف. ولا يختص هذا الحكم بالضمير إذا كان مبتدأ ، بل الضابط أنه متى احتمل الكلام الحذف وعدمه لم يجز حذف العائد ، وذلك كما إذا كان في الصلة ضمير غير ذلك الضمير المحذوف صالح لعوده على الموصول نحو : «جاء الذي ضربته في داره» ، فلا يجوز حذف الهاء من «ضربته» ، فلا تقول : «جاء الذي ضربت في داره لأنه لا يعلم المحذوف ، وبهذا يظهر لك ما في كلام المصنف من الإيهام فإنه لم يبيّن أنه متى صلح ما بعد الضمير لأن يكون صلة لا يحذف سواء كان الضمير مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا ، وسواء كان الموصول «أيّا» أم غيرها ، بل ربما يشعر ظاهر كلامه بأن الحكم مخصوص بالضمير المرفوع وبغير «أيّ» من الموصولات ، لأن كلامه في ذلك ، والأمر ليس كذلك ، بل لا يحذف مع «أيّ» ولا مع غيرها متى صلح ما بعدها لأن يكون صلة كما تقدم نحو : «جاء الذي هو أبوه منطلق ، ويعجبني أيّهم هو أبوه منطلق» ، وكذلك المنصوب والمجرور نحو : «جاء الذي ضربته في داره (١)
__________________
(١) إذا حذفت الهاء لا يعلم هل جاء المضروب نفسه ، أو آخر ضربته في بيت الذي جاء