فبنيّتها نحو «من ، وما» ، إلا «أيّا» فإنها تتعرف بالإضافة ، فعلى هذا المذهب لا تكون الألف واللام زائدة ، وأما حذفها في قراءة من قرأ «صراط لذين أنعمت عليهم» (١) فلا يدلّ على أنها زائدة ، إذ يحتمل أن تكون حذفت شذوذا وإن كانت معرّفة ، كما حذفت من قولهم «سلام عليكم» من غير تنوين ، يريدون : «السّلام عليكم».
وأمّا الزائدة غير اللازمة (٢) فهي الداخلة ـ اضطرارا ـ على العلم في قولهم في «بنات أوبر» علم لضرب من الكمأة : «بنات الأوبر» ، ومنه قوله :
٣٧ ـ ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا |
|
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر (٣) |
__________________
(١) فاتحة الكتاب (٦).
(٢) اللازمة هي المصاحبة للاسم لا تنفك عنه كالمصاحبة لبعض أسماء الموصول والإشارة التي مرت ، أو التي في علم قارنت وضعه كالسموأل ، أما غير اللازمة فهي العارضة وهي إما عارضة خاصة بالضرورة كما جاءت في الشاهدين ، أو عارضة مجوّزة للمح الأصل كما سيأتي.
(٣) البيت لا يعرف قائله. جنيتك : جنيت لك ، أكمؤ جمع كمء بزنة فلس ، وعساقل جمع عسقول وأصلها : عساقيل فحذفت الياء ضرورة وهي الكمأة البيضاء الكبيرة ، بنات أو ومفردها ابن أوبر : علم على نوع رديء من الكمأة لونه كلون التراب وهو صغير سيء الطعم.
المعنى : لقد جنيت لك أفضل ما في الأرض من الكمأة ، وقد نهيتك عن السيء الرديء منها.
الإعراب : ولقد : الواو : بحسب ما قبلها ، اللام : ابتدائية للتوكيد ، قد : حرف تحقيق جنيتك : فعل وفاعل ومفعول أول ، أكمؤا : مفعول ثان منصوب ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. (ويمكن أن نقول : لقد : اللام واقعة في جواب قسم مقدر وجملة : جنيتك : جواب القسم لا محل لها من الإعراب). لقد نهيتك : كإعراب لقد جنيتك السابق ، عن بنات ، جار ومجرور متعلق بنهى ، الأوبر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه : قوله : «بنات الأوبر» فقد زاد فيه «ال» للضرورة وهو في الأصل علم على نوع من الكمأة ، والعلم لا تدخله (ال) فرارا من اجتماع معرّفين.