لراغب ، فلا يلزم في الوجه الأول الفصل بين العامل والمعمول بأجنبيّ ، لأن «أنت» على هذا التعبير فاعل ل «راغب» : فليس بأجنبي منه. وأمّا على الوجه الثاني فيلزم فيه الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي ، لأن «أنت» أجنبي من «راغب» على هذا التقدير ، لأنه مبتدأ فليس ل «راغب» عمل فيه لأنه خبر ، والخبر لا يعمل في المبتدأ على الصحيح.
٢ ـ وإن تطابقا تثنية نحو «أقائمان الزيدان» ، أو جمعا نحو : «أقائمون الزيدون» ، فما بعد الوصف مبتدأ ، والوصف خبر مقدّم ، وهذا معنى قول المصنف : «والثان مبتدا وذا الوصف خبر .. إلى آخر البيت» ، أي : والثاني ـ وهو ما بعد الوصف ـ مبتدأ ، والوصف خبر عنه مقدم عليه إن تطابقا في غير الإفراد ، وهو التثنية والجمع ، هذا على المشهور من لغة العرب ، ويجوز على لغة «أكلوني البراغيث» (١) أن يكون الوصف مبتدأ ، وما بعده فاعل أغنى عن الخبر.
٣ ـ وإن لم يتطابقا ـ وهو قسمان : ممتنع وجائز كما تقدم ـ فمثال الممتنع : «أقائمان زيد» و «أقائمون زيد» فهذا التركيب غير صحيح ، ومثال الجائز : «أقائم الزيدان» و «أقائم الزيدون» وحينئذ يتعين أن يكون الوصف مبتدأ ، وما بعده فاعل سدّ مسدّ الخبر (٢).
__________________
(١) حكوا هذه اللغة عن طيىء ، وبعضهم حكاها عن أزد شنوءة ، وذهبوا في إعرابها ثلاثة مذاهب :
(أ) البراغيث فاعل أكل ، والواو حرف دال على الجماعة.
(ب) الواو في محل رفع فاعل ، والبراغيث بدل منها.
(ج) الواو : فاعل ، والجملة : في محل رفع خبر مقدم ، والبراغيث : مبتدأ مؤخر وسيأتي بيان ذلك مفصلا في باب الفاعل.
(٢) لو عكسنا لأخبرنا بالمفرد (قائم) عن المثنى أو الجمع (الزيدان أو الزيدون) وهذا ممتنع لأن المطابقة بين المبتدأ والخبر واجبة.