الثالث والعشرون : أن تدخل على النكرة لام الابتداء نحو : «لرجل قائم» الرابع والعشرون : أن تكون بعد «كم» الخبرية نحو قوله :
٤٩ ـ كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري (١) |
__________________
(١) البيت للفرزدق يهجو جريرا ، فدعاء : أصابها الفدع وهو اعوجاج الأصابع أو زيغ في القدم لكثرة الحلب والسعي وراء الإبل ، والعشار مفردها عشراء (بضم العين وفتح الشين) وهي الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر وهي كالنفساء من النساء.
المعنى : يفتخر الفرزدق على جرير بأنهم السادة فعمّات جرير وخالاته كم من مرة سعت وراء إبل الفرزدق لتحلبها وقد أثر الحلب وطول السعي وراء الإبل في أيديها وأرجلها.
الإعراب : كم : خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول مطلق أو في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بحلبت ، وتمييزها محذوف والتقدير : حلبت كم حلبة أو كم وقت ، عمة : مبتدأ مرفوع ، لك : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لعمة ، ، وخالة : معطوف على عمة ، فدعاء : صفة لخالة مرفوعة ، ، بقدر لعمة نظيرها ، قد : حرف تحقيق ، حلبت : فعل ماض مبني على الفتح ، التاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي : عليّ : على : حرف جر ، والياء : ضمير متصل في محل جر بعلى متعلق بحلبت ، عشارى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة حلبت : في محل رفع خبر للمبتدأ ، وجملة المبتدأ والخبر ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : «عمة وخالة» على رواية الرفع فقد جاء المبتدأ نكرة بعد كم الخبرية ، وقد يكون الوصف بالجار والمجرور «لك» هو المسوّغ ، وقد روى البيت بجرّ عمة وخالة فيكون كم خبرية مبتدأ. وعمة تمييز لها مجرور بالإضافة ، كما روى بنصب عمة وخالة فتكون كم استفهامية مبتدأ ، وعمة تمييز لها منصوب ، وجملة : حلبت علي عشاري في محل رفع خبر في الأحوال الثلاث.