الحادي والعشرون : أن تقع بعد «لو لا» كقوله :
٤٨ ـ لو لا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة |
|
لما استقلّت مطاياهنّ للظّعن (١) |
الثاني والعشرون : أن تقع بعد فاء الجزاء كقولهم : «إن ذهب عير فعير في الرّباط» (٢).
__________________
والبوهة : الرجل الضعيف الطائش.
الشاهد فيه : قوله : «مرسعة» فقد جاء المبتدأ نكرة ، وسوّغ ذلك قصد الشاعر إبهامها تحقيرا للموصوف في كونه يحتمى بأدنى تميمة.
(١) لم ينسب البيت إلى قائل معيّن. أودى : هلك ، مقة : حب ، استقلت : نهضت ، المطايا : أراد بها الإبل ، الظعن : الرحيل.
المعنى : لو لا التجمل وأخذ النفس بالصبر لهلك كل محب أسفا عند فراقه لأحبته.
الإعراب : لو لا : حرف امتناع لوجود ، اصطبار : مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف وجوبا تقديره موجود ، لأودى : اللام : واقعة في جواب لو لا ، أودى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر على آخره للتعذر ـ كلّ : فاعل مرفوع ذي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، مقة ، مضاف إليه ، والجملة : جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب ، لما : حينية متضمنة معنى الشرط في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بجواب الشرط. استقلت : فعل ماض ، والتاء : تاء التأنيث الساكنة ، مطاياهنّ ، مطايا : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للتعذر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والنون : علامة النسوة ، للظعن : جار ومجرور متعلق باستقلّت. والجملة في محل جر بإضافة لما إليها ، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه والتقدير : لما استقلت المطايا للظعن تجمل المحبون بالصبر.
الشاهد فيه : «اصطبار» فقد جاء المبتدأ نكرة بعد لو لا وسوّغ ذلك شبه ما بعد لو لا بما بعد النفي ، لأن لو لا تقتضي انتفاء جوابها لوجود شرطها ، ففيها نفي في الجملة.
(٢) العير : الحمار ، الرباط : ما تشد به الدابة أي : إن ذهب حمار فهناك غيره ، وهو مثل يضرب للرضا بالواقع الحاضر وترك الغائب.
والشاهد فيه : «فعير» فقد أتى المبتدأ نكرة بعد فاء الجزاء ، وقد جعل ابن هشام في المغني المسوّغ وصفا مقدّرا أي : فعير آخر في الرباط.