٥٥ ـ أهابك إجلالا وما بك قدرة |
|
عليّ ولكن ملء عين حبيبها (١) |
ف «حبيبها» : مبتدأ مؤخر ، و «ملء عين» : خبر مقدم ، ولا يجوز تأخيره ، لأن الضمير المتصل بالمبتدأ ـ وهو «ها» ـ عائد على «عين» ، وهو متصل بالخبر ، فلو قلت : «حبيبها ملء عين» عاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة.
وقد جرى الخلاف في جواز : «ضرب غلامه زيدا» مع أن الضمير عائد على متأخر لفظا ورتبة ، ولم يجر الخلاف ـ فيما أعلم ـ في منع «صاحبها في الدار» ، فما الفرق بينهما؟ وهو ظاهر فليتأمّل ، والفرق : أنّ ما عاد عليه الضمير وما اتّصل به الضمير اشتركا في
__________________
(١) البيت لنصيب بن رباح يشبّب بامرأته ولم يشبب بأجنبية قط.
المعنى : ليس لك قدرة على إيذائي ولكنني أخافك وأجلك لأن الحبيب يملأ نفس محبّه بالهيبة.
الإعراب : أهاب : فعل مضارع ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره : أنا : والكاف : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، إجلالا : مفعول لأجله ، وما : الواو : حالية ، ما : النافية ، بك : الباء حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالباء ، متعلق بمحذوف خبر مقدم ، قدرة : مبتدأ مؤخر ، عليّ : على : حرف جر ، والياء : ضمير متصل في محل جر بعلى ، متعلق بقدرة ، ولكن : الواو استئنافية ، لكن : حرف استدراك ، ملء : خبر مقدم وجوبا : عين : مضاف إليه مجرور ، حبيبها ، مبتدأ مؤخر مرفوع ، وها : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. جملة : ما بك قدرة في محل نصب على الحال من الكاف (أهابك) ، وجملة ، ملء عين حبيبها : استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «ملء عين حبيبها» فقد قدّم الخبر وجوبا لأنه اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر كما فصّل الشارح.