وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله بن مالك المرشاني ـ وجالس ابن يعيش وتلميذه ابن عمرون بحلب ـ كما ذكر صاحب نفح الطيب أنه انتظم في حلقة أبي علي الشلوبين بالأندلس مدة قصيرة .. ولم يعلم هذا الخبر إلا منه.
والإجماع على أن ثابت بن خيار من أبرز أساتذة ابن مالك في النحو والقراءات.
وقد تصدر ابن مالك فيما بعد لإقراء العربية وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ الغاية فيه وأربى على المتقدمين حتى لقد لقب بسيبويه عصره.
وكان إلى جوار إتقانه للنحو .. إماما في القراءات وعالما بها .. صنف فيها قصيدة دالية في قدر الشاطبية ..
وأما مكانته في اللغة فكان إليه المنتهى حتى لقد قال الصفدي : أخبرني أبو الثناء محمود قال : ذكر ابن مالك يوما ما انفرد به صاحب المحكم عن الأزهري في اللغة .. قال الصفدي : وهذا أمر يعجز لأنه يحتاج إلى معرفة ما في الكتابين ـ وكان إذا صلى في العادلية ـ لأنه كان إمام المدرسة ـ يشيعه قاضي القضاة بها وهو شمس الدين بن خلكان إلى بيته تعظيما لشأنه.
ومن مؤلفاته : الألفية وهى عبارة عن أرجوزة في ألف بيت تضمنت قواعد النحو والتصريف وقد رواها عنه خلق كثير .. وشغلت العلماء وما زالت تشغلهم بشرحها وحفظها.
ثم كتاب التسهيل ـ ولامية الأفعال وشرحها ـ والموصل في نظم المفصّل ـ والكافية الشافية ثلاثة آلاف بيت وشرحها ـ والخلاصة وهى مختصر الشافية وغير ذلك من المؤلفات الفريدة.
ولقد كان نظم الشعر عليه سهلا رجزه وطويله وبسيطه .. وقد استفاد بموهبته الشعرية فى سبك فرائد العلوم والمعارف .. فقرّب بعيدها ... وجمع شواردها.