أي لا أبرح منتطقا مجيدا ، أي : صاحب نطاق وجواد ما أدام الله قومي ، وعني بذلك أنه لا يزال مستغنيا ما بقي له قومه ، وهذا أحسن ما حمل عليه البيت. ومثال شبه النفي ـ والمراد به النهي ـ كقولك : «لا تزل قائما» ومنه قوله :
٦٢ ـ صاح : شمّر ولا تزل ذاكر المو |
|
ت فنسيانه ضلال مبين (١) |
__________________
ضمير في محل جر بالإضافة ، بحمد : جار ومجرور متعلق بمنتطقا ، الله : مضاف إليه ، منتطقا : خبر أبرح منصوب ، مجيدا خبر ثان منصوب. جملة أبرح مع معموليها : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، ما المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب على الظرفية متعلق بمنتطقا والتقدير : «لا أبرح منتطقا بحمد الله دوام قومي».
الشاهد فيه : قوله : «أبرح» فقد حذف النفي أو شبه النفي وليس في الكلام قسم وهو حذف شاذ ، وبعضهم قال : أبرح هنا تامة ومعناها أزول ، والمعنى : أستغنى عن أن أكون صاحب نطاق وجواد لأن قومي يكفونني ذلك ، وليس في هذا التخريج شاهد.
(١) لم ينسب البيت إلى قائل معيّن.
المعنى : اجتهد في الطاعات يا صاحبي واجعل الموت نصب عينيك فنسيانه ضلال واضح.
الإعراب : صاح : منادى مرخم على غير القياس (لأنه ليس علما) ، منصوب لأنه مضاف (أصله : يا صاحبي) وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة. (أو أصله : صاحب : فيكون نكرة مقصودة مبنيا على الضم في محل نصب) : شمر : فعل أمر الفاعل أنت ، ولا : الواو : حرف عطف ، لا : الناهية جازمة ، تزل : فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون ، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، ذاكر : خبره منصوب بالفتحة ، الموت : مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، فنسيانه : الفاء استئنافية للتعليل ، نسيان : مبتدأ ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، ضلال : خبر ، مبين : نعت ضلال مرفوع. جملة : شمر : استئنافية لا محل لها ، جملة : لا تزل ذاكر : معطوفة على الاستئنافية لا محل لها من الإعراب ، فنسيانه ضلال : استئنافية لا محل لها من الإعراب.