ف «أن» مصدرية ، و «ما» : زائدة عوضا عن كان ، و «أنت» :
اسم كان المحذوفة ، و «ذا نفر» خبرها. ولا يجوز الجمع بين «كان» و «ما» لكون «ما» عوضا عنها ، ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض ، وأجاز ذلك المبرد فيقول : «أمّا كنت منطلقا انطلقت».
ولم يسمع من لسان العرب حذف «كان» وتعويض «ما» عنها وإبقاء اسمها وخبرها ، إلا إذا كان اسمها ضمير مخاطب كما مثّل به المصنف ، ولم يسمع مع ضمير المتكلم نحو : «أمّا أنا منطلقا انطلقت» والأصل : «أن كنت منطلقا». ولا مع الظاهر نحو «أمّا زيد ذاهبا انطلقت» .. والقياس جوازهما كما جاز مع المخاطب ، والأصل : «أن كان زيد ذاهبا انطلقت» وقد مثّل سيبويه رحمهالله في كتابه «أما زيد ذاهبا».
__________________
المعنى : لا تفتخر يا أبا خراشة بكثرة نفرك وعزة رهطك ، فإن قومي ذوو منعة وقوة لم تذهب السنوات الشديدة بهم أو تضعف من عزمهم.
الإعراب : أبا : منادى مضاف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
أما أنت ذانفر : أعربها الشارح فارجع إلى إعرابه ، فإن : الفاء استئنافية للتعليل ، إن : حرف مشبه بالفعل ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ، قومي : اسمه منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وياء المتكلم : ضمير في محل جر مضاف إليه ، لم : حرف جازم تأكلهم : تأكل : فعل مضارع مجزوم بلم ، والهاء : في محل نصب مفعول به ، والميم للجمع ، الضبع : فاعل مرفوع ، وأن المصدرية وما بعدها (أما أنت ذا نفر) في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل المقدرة ، متعلق بفعل محذوف والتقدير : افتخرت لكونك ذا نفر ، وجملة : لم تأكلهم الضبع : في محل رفع خبر لإن ، وإن مع معموليها : جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : قوله «أمّا أنت ذا نفر» فقد حذف كان وحدها بعد أن المصدرية وعوض عنها «ما» وأدغمها في أن.