مناص لهم» أي : ولات حين مناص كائنا لهم ، وهذا هو المراد بقوله : «وحذف ذي الرفع .. إلى آخر البيت».
وأشار بقوله : «وما للات في سوى حين عمل» إلى ما ذكره سيبويه من أنّ «لات» لا تعمل إلا في الحين ، واختلف الناس فيه ، فقال قوم : المراد أنها لا تعمل إلا في لفظ الحين ولا تعمل فيما رادفه كالساعة ونحوها ، وقال قوم : المراد أنها لا تعمل إلا في أسماء الزمان ، فتعمل في لفظ الحين وفيما رادفه من أسماء الزمان ، ومن عملها فيما رادفه قول الشاعر :
٨٤ ـ ندم البغاة ولات ساعة مندم |
|
والبغي مرتع مبتغيه وخيم (١). |
__________________
(١) نسب البيت لرجل من طيء ، ونسب إلى محمد بن عيسى التيمي ، وإلى مهلهل بن مالك الكناني .. البغاة : جمع باغ وهو الظالم ، مندم : مصدر ميمي بمعنى : الندم ، مرتع : ملعب ، مبتغيه ، مريده ، وخيم : سيء العاقبة وهي في الأصل من وخم المكان ـ بضم الخاء ـ إذا لم ينجع كلؤه أو لم يوافقك مناخه.
المعنى : ندم الظالمون على ما جنته أيديهم حين فات زمان الندم ، ومن زرع البغي فلن يحصد إلا أسوأ النتائج.
الإعراب : ندم : فعل ماض ، البغاة : فاعل مرفوع ، ولات : الواو : حالية ، لات : نافية تعمل عمل ليس ، واسمها محذوف ، ساعة : خبرها منصوب ، مندم : مضاف إليه ، وتقدير الكلام : ولات الساعة ساعة مندم ، والجملة في محل نصب على الحال ، والبغي : الواو : استئنافية ، البغي : مبتدأ أول مرفوع بالضمة ، مرتع : مبتدأ ثان ، مبتغيه : مبتغى : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل ، والهاء : في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، وخيم : خبر للمبتدأ الثاني : مرتع ، والجملة : في محل رفع خبر للمبتدأ الأول : البغي ، والجملة الكبرى : والبغي .. وخيم : استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : قوله : «ولات ساعة مندم» فقد أعمل الشاعر «لات» فيما يرادف الحين وهو «ساعة» خلافا لمن جعل عملها مقصورا على لفظ «الحين».