نحو : «اضرب» ، وهو مبني عند البصريين ، ومعرب عند الكوفيين (١).
والمعرب من الأفعال هو : المضارع ، ولا يعرب إلا إذا لم تتصل به نون التوكيد أو نون الإناث ، فمثال نون التوكيد المباشرة : «هل تضربنّ» (٢) والفعل معها مبنيّ على الفتح ، ولا فرق في ذلك بين الخفيفة والثقيلة ، فإن لم تتصل به لم يبن ، وذلك كما إذا فصل بينه وبينها «ألف» اثنين نحو : «هل تضربانّ» (٣) وأصله : «هل تضرباننّ» ، فاجتمعت ثلاث نونات ، فحذفت الأولى ـ وهي : نون الرفع ـ كراهة توالي الأمثال فصار : «هل تضربانّ». وكذلك يعرب الفعل المضارع إذا فصل بينه وبين نون التوكيد (واو) جمع أو «ياء» مخاطبة نحو : «هل تضربنّ يا زيدون» (٤) و «هل تضربنّ يا هند (٥)» وأصل : «تضربنّ»
__________________
(١) يعتبرونه مجزوما بلام الأمر مقدرة ، لأنه عندهم من المضارع المجزوم بها ، فحذفت لام الأمر تخفيفا ، ثم حرف المضارعة ، ثم أتى بهمزة الوصل عند الحاجة توصلا للنطق بالساكن.
(٢) كل فعل مؤكد مسند للواحد يبنى على الفتح لأنه مركب معها تركيب خمسة عشر وما شابهها ، فإن فصلت بينهما ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة أعرب ولم يبن ، لأن العرب لا يركبون من ثلاث كلمات ، وسيأتي بيان ذلك في بحث نوني التوكيد ص (٤٣٨) وما بعدها.
(٣) تضربانّ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال لأنه من الأفعال الخمسة وألف الاثنين ضمير متصل في محل رفع فاعل ، ونون التوكيد : حرف لا محل له من الإعراب.
(٤) تضربنّ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين : فاعل مبني على السكون في محل رفع ، ونون التوكيد : حرف لا محل له من الإعراب ، زيدون : منادى مفرد علم مبني على الواو في محل نصب.
(٥) تضربنّ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال لأنه من الأفعال الخمسة ، وياء المؤنثة المخاطبة المحذوفة لالتقاء الساكنين : فاعل مبني على السكون في محل رفع.