من ذاك : «ذو» إن صحبة أبانا |
|
و «الفم» حيث الميم منه بانا |
أي : من الأسماء التي ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجرّ بالياء «ذو» و «فم» ، ولكن يشترط في «ذو» أن تكون بمعنى صاحب نحو : «جاءني ذو مال» أي : صاحب مال ، وهو المراد بقوله : «إن صحبة أبانا» ، أي : إن أفهم صحبة. واحترز بذلك عن «ذو» الطائية فإنها لا تفهم صحبة ، بل هي بمعنى «الذي» ، فلا تكون مثل «ذي» بمعنى صاحب ، بل تكون مبنية وآخرها الواو رفعا ونصبا وجرا ، نحو : «جاءني ذو قام ، ورأيت ذو قام ، ومررت بذو (١) قام» ، ومنه قوله :
فإمّا كرام موسرون لقيتهم |
|
فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا (٢) |
وكذلك يشترط في إعراب «الفم» بهذه الأحرف زوال الميم منه نحو : «هذا فوه ، ورأيت فاه ، ونظرت إلى فيه» ، وإليه أشار بقوله : «والفم حيث الميم منه بانا» أي : انفصلت منه الميم ، أي : زالت منه ، فإن لم تزل منه أعرب بالحركات نحو : «هذا فم ، ورأيت فما ، ونظرت إلى فم».
__________________
الإعراب أن يكون بحركات ظاهرة أو مقدرة فمتى أمكن هذا الأصل لم يجز العدول إلى الفروع ، وقد أمكن أن نجعل الإعراب بحركات مقدرة فيجب التزامه. والرأي الأول ـ أي الإعراب بالحروف ـ هو الأفضل لأنه أسهل وأبعد عن تكلف التقدير.
(١) تعرب ذو : اسم موصول بمعنى الذي مبنيّ على السكون في محل رفع أو نصب أو جرّ.
(٢) البيت للشاعر الإسلامي منظور بن سحيم الفقعسي وسيأتي في باب : أسماء الموصول (ارجع إليه معربا ص : ١٤٤) ، وقد ساقه الشارح هنا ليدل على أن «ذو» الطائية تبنى على السكون ، وهي هنا في محل جر بمن ، وقد روي البيت بإعرابها (من ذي) حملا على «ذي» (بمعنى صاحب).