لغلامين فمنعا أن تضاف" غلامين" إلى الكاف في (لك) لفصل" ظريفين" بينهما.
وإنما يجوز في الضرورة إذا اضطر الشاعر إلى الفصل بين الجار والمجرور بالظرف وحروف الجر.
وقوله" إنما جاز التخفيف في النفي" يعني حذف النون والتنوين للإضافة إلى ما بعد" اللام" من الاسم الذي يلي حرف النفي.
" ولم يجز ذلك إلا في المنفي" يعني : لم يجز حذف النون والتنوين إلا في الاسم المنفي دون صفته.
هذا باب ما جرى على موضع المنفي لا على الحرف الذي عمل
في المنفي
" فمن ذلك قول ذي الرمة :
بها العين والآرام لا عدّ عندها |
|
ولا كرع إلا المغارات والوبل (١) |
وقول رجل من مذحج :
هذا لعمركم الصغار بعينه |
|
لا أم لي إن كان ذاك ولا أب (٢) |
فزعم الخليل : أن هذا يجري على الموضع لا على الحرف الذي عمل في الاسم كما أن الشاعر (عقيبة الأسدي) (٣) حين قال :
فلسنا بالجبال ولا الحديدا (٤)
أجراه على الموضع.
ومثل ذلك أيضا قول العرب : لا مال له قليل ولا كثير ، رفعوه على الموضع.
ومثل ذلك أيضا قول العرب : لا مثله أحد ولا كزيد أحد. وإن شئت حملت الكلام على" لا" فنصبت.
وتقول : " لا مثله رجل" إذا حملته على الموضع كما قال بعض العرب" لا حول
__________________
(١) الرواية في ديوانه : سوى العين. انظر : الديوان ٤٥٨ ، وشرح المفضليات ٢١١.
(٢) البيت منسوب لهنى بني أحمر ، وهو من بني الحارث بن كنانة ، شاعر جاهلي ، انظر : معجم الشعراء ٤٨٩ ، والأعلام ٩ / ١٠٨ ، والبيت في ابن يعيش ٢ / ١١٠ ، والمقتضب ٤ / ٣٧١.
(٣) هو عقبة بن هبيرة الأسدي ، شاعر جاهلي ، انظر : الأعلام ٥ / ٣٨ ، والخزانة ١ / ٣٤٣ ، وصمت اللآلي ١٤٩.
(٤) عجز بيت وصدره : معاوية إننا بشر فأسجح. انظر : الكتاب ١ / ٣٤ ، والمقتضب ٣ / ٣٣٧.