وبناء الاسم مع" لا".
وقوله : ألا ماء وعسلا باردا حلوا فتقديره : ألا ماء باردا وعسلا حلوا. ولم يجز بناء" ماء" مع باردا لفصل" عسل" بينهما ، فوجب التنوين في" باردا" من أجل ذلك.
هذا باب الاستثناء
" فحرف الاستثناء" إلا" وما جاء من الأسماء فيه معنى" إلا" وما جاء من الأفعال فيه معنى" إلا" فلا يكون" وليس" وما عدا" وخلا" وما فيه ذلك من المعنى من حروف الإضافة وليس باسم" فحاشا"" وخلا" في بعض اللغات.
وسأبين لك أحوال هذه الحروف إن شاء الله الأول فالأول".
قال أبو سعيد : هذه الحروف متصلة في الأبواب التي تأتي. وأنا أفسّر كل واحد منها في موضعه إن شاء الله تعالى.
هذا باب ما يكون استثناء" بإلا"
اعلم أن" إلا" يكون الاسم بعدها على وجهين : ـ
فأحد الوجهين : ألا تغير الاسم عن الحال التي كان عليها قبل أن تلحق وكذلك" إلا" ولكنها تجيء لمعنى. كما تجيء" لا" لمعنى.
والوجه الآخر : أن يكون فيه الاسم بعدها خارجا مما دخل فيه ما قبله عاملا فيه ما قبله من الكلام. كما تعمل" عشرون" فيما بعدها إذا قلت : " عشرون درهما".
فأما الوجه الذي يكون فيه الاسم بمنزلته قبل أن تلحق" إلا" فهو أن تدخل الاسم في شيء تنفي عنه ما سواه. وذلك قولك : ما أتاني إلا زيد. وما لقيت إلا زيدا. وما مررت إلا بزيد. تجري الاسم مجراه إذا قلت ما أتاني زيد. وما لقيت زيدا. وما مررت بزيد. ولكنك أدخلت" إلا لتوجب الأفعال لهذه الأسماء ولتنفى ما سواها. فصارت هذه الأسماء مستثناة. فليس في هذه الأسماء في هذا الموضع وجه سوى أن تكون على حالها قبل أن تلحق" إلا". لأنها بعد" إلا" محمولة على ما يجر ويرفع وينصب كما كانت محمولة عليه قبل أن تلحق" إلا" ولم تشغل عنها قبل أن تلحق" إلا" الفعل بغيرها".
قال أبو سعيد : " إلا" أم حروف الاستثناء. والاستثناء : هو إخراج الشيء مما دخل فيه هو وغيره بلفظ شامل لهما. أو إدخال فيما خرج عنه هو وغيره بلفظ شامل لهما.
وقسم سيبويه الاسم الذي بعد" إلا" على وجهين :