و (لكنّ) ، فصار ما بعدها موضع ابتداء وخبر مثله.
إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها جآزرا وظباء (١) |
ومعناه إنه ، ولذلك لو خفّفت (إنّ) والاسم فيها ضمير ـ كقوله :
ويكأن من يكن له نشب يحبب |
|
ومن يفتقر يعش عيّش ضر (٢) |
لأنه موضع يقع فيه ابتداء وقد عملت أن في المضمر ، ولم يجز أن تنوي في كان وأشباهه علامة إضمار المخاطب ، ولا تذكرها لأن علامة إضمار المخاطب في ليس ، وكان كعلامة المخاطب في الفعل الماضي ، وهي تاء ملفوظ بها كقولك : قمت وذهبت ولا يجوز حذفها لأنها فاعل ، والفاعل لا يحذف ، فيبقى الفعل فارغا من الفاعل ؛ ومن وجه آخر وهو أن علامة الفاعل المخاطب بعض صيغة الفعل ، فلو حذفناها بقي كن في معنى كنت وليس في معنى لست وهذا محال ، لأنكّ لا تقول : كن من يأتك تأته ، وليس من يأتك تأته ، فإذا كان الفعل مستقبلا جاز أن تنوي لأنه ليس له علامة ملفوظ بها ، وذلك قولك للمخاطب : تكون من يأتك تأته ، وفي (تكون) ضمير الفاعل المخاطب ، وفي بيت الأعشى :
أن هالك كل من يحفى وينتعل (٣)
وفي حاشية كتاب أبي بكر مبرمان : هذا معمول ، والبيت :
أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل (٤)
قال أبو سعيد :
الشاهد في كلتا الروايتين واحد لأنه في إضمار الهاء في (إنّ) وتقديره إنه هنالك وإنه ليس ، وباقي الباب مفهوم.
هذا باب يذهب فيه الجزاء من الأسماء كما ذهب في (إن)
و (كان) وأشباههما
غير أنّ (إنّ وكان) عوامل فيما بعدهن ، والحروف في هذا الباب يحدثن فيما
__________________
(١) البيت ورد منسوبا إلى الأخطل ، ابن يعيش ٣ / ١١٥.
(٢) البيت ورد منسوبا لزيد بن عمرو بن نفيل ، ابن يعيش ٤ / ٧٦ ؛ الكتاب ، ٢ / ١٥٥.
(٣) عجز بيت سبق تخريجه.
(٤) البيت ورد منسوبا للأعشى في ديوانه ٤٥.